اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 417
الأمور التي يضرب بها المثل في الاستفاضة والتواتر، فمن أنكر ذلك فهو إما مجنون أو مكابر لا تصح مناظرته.
أما الثالث: فيكفي بعض ما نقل من معجزاته في إثبات رسالته يقيناً ولو بطريق النظر؛ وإلاّ ما قامت بذلك الحجة على من أرسله الله إليهم ولا سقطت به معاذيرهم ولا استبيحت به دماء المخالفين وأموالهم ولا كان ثواب ولا عقاب، وذلك باطل بنصوص القرآن والسنة القولية والعملية المستفيضة بل المتواترة، فمن أنكر رسالته بعد مشاهدة الآيات أو البلاغ الصحيح فهو أيضاً إما مجنون وإما مكابر حسود أو مقلد مخدوع غلبه على أمره من هم في نظره من كبراء قومه" [1].
ولقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى تأييد الأنبياء والرسل بالدلائل والحجج والبراهين التي تبين صدقهم فيما يدعون الناس إليه من عبادة الله وحده لا شريك له والكفر بما سواه حتى تقوم الحجة على الناس، ولا يبقى لأحد عذر في عدم تصديقهم وطاعتهم. قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ} الحديد: 25، أي بالدلائل والآيات البينات والحجج الباهرات التي تدل على صدقهم [2].
وذكر أهل العلم أن أعلام نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - تبلغ ألفاً، بل قد قال بعضهم إن ما في القرآن من الآيات التي تدل على نبوة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يمكن لبشر الإحاطة بها [3]. [1] الإحكام في أصول الأحكام (2/ 25) و (2/ 47). [2] تفسير القرآن العظيم (3/ 315). [3] ينظر: دلائل النبوة للبيهقي (1/ 10)، والجواب الصحيح (4/ 79،249).
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 417