اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 398
وعلي لم يسمع منه ولم يره ولم يصح أيضا ما روي عن وهب بن منبه اليماني [1] من تفسير التوفي بالإماتة؛ لأنه من رواية محمد بن إسحاق [2] عمن لم يسمعهم عن وهب بن منبه، وابن إسحاق مدلس وفيه مجهول، ثم هذا التفسير لا يزيد عن كونه احتمالا في معنى التوفي، فإنه قد فسر بمعان:
- ففسر بأن الله قد قبضه من الأرض بدنا وروحا ورفعه إليه حيا.
- وفسر بأنه أنامه ثم رفعه.
- وبأنه يميته بعد رفعه ونزوله آخر الزمان، وهو ما صح عن السلف.
إذ الواو لا تقتضي الترتيب وإنما تقتضي جمع الأمرين له فقط، وإذا اختلفت الأقوال في معنى الآية وجب المصير إلى القول الذي يوافق ظواهر الأدلة الأخرى، جمعا بين الأدلة، وردا للمتشابه منها إلى المحكم، كما هو شأن الراسخين في العلم دون أهل الزيغ الذين يتبعون ما تشابه من التنزيل ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وقانا الله شرهم" [3].
جزم القرآن الكريم بأن عيسى عليه السلام لم يقتل كما زعم النصارى، بل رفعه الله تعالى إليه، قال تعالى: ((... وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا، بَل رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيهِ ...)). [1] وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار اليماني، الصنعاني، الذماري، الأبناوي، الخراساني، أبو عبد الله، ثقة، رمى بالقدر ورجع عنه، توفي عام 110 هـ.
ينظر: التاريخ الأوسط للبخاري (1/ 274)، الثقات لأبي حاتم (5/ 487)، تهذيب الكمال للمزي (31/ 140)، تقريب التهذيب (ص 585)، لسان الميزان (7/ 428). [2] هو: محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر القرشي المطلبي مولاهم، المدني، إمام حافظ أخباري، علامة في السير والمغازي، وله فيها كتاب السيرة النبوية، كتاب الخلفاء، والمبتدأ والمبعث والمغازي؛ وحديثه عند أكثر المحدثين حسن إذا خلا من التدليس، قال عنه ابن حجر: صدوق يدلس رمي بالتشيع والقدر من صغار الخامسة، توفي سنة (151 هـ) على الصحيح.
ينظر: وفيات الأعيان (4/ 103)، والسير (7/ 33)، وتذكرة الحفاظ (1/ 172)، وتقريب التهذيب (2/ 54)، الفهرست لابن نديم (ص 134). [3] ينظر: فتاوى اللجنة (3/ 315 - 316،293،302 - 305) (3/ 321 - 322، 328).
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 398