responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 395
رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} النساء: 158، أن يكون الله قد رفع عيسى بدناً وروحاً حتى يتحقق به الرد على زعم اليهود أنهم قتلوه أو صلبوه؛ لأن القتل والصلب إنما يكون للبدن أصالة؛ ولأن رفع الروح وحدها لا ينافي دعواهم الصلب والقتل فلا يكون رفعها وحدها رداً عليهم؛ لأن ذلك مقتضى كمال عزته وقوته وتكريمه ونصره من شاء من رسله حسبما قضى به قوله تعالى في ختام الآية: {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)} النساء: 158، وقال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)} النساء: 159، فأخبر سبحانه بأن جميع أهل الكتاب سوف يؤمنون بعيسى قبل موته، أي: موت عيسى، وذلك عند نزوله آخر الزمان حكماً عدلاً داعياً إلى الإسلام،
كما سيجيء بيانه في حديث نزوله، وهذا المعنى هو المتعين فإن الكلام سيق لبيان موقف اليهود من عيسى وصنيعهم معه ولبيان سنة الله في إنجائه ورد كيد أعدائه، فيتعين رجوع الضميرين المجرورين إلى عيسى رعاية لسياق الكلام، وتوحيداً لمرجع الضميرين، وثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد) [1] قال أبو هريرة: (اقرءوا إن شئتم: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ...} النساء: 159. وفي رواية عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامكم منكم) [2]، وثبت في الصحيح أيضاً: أن جابر بن عبد الله سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة) قال: (فينزل عيسى ابن مريم - صلى الله عليه وسلم - فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة) ([3]
فدلت الأحاديث على نزوله آخر الزمان، وعلى أنه يحكم بشريعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، وعلى أن إمام هذه الأمة في الصلاة وغيرها أيام نزول عيسى من هذه الأمة، وعلى ذلك لا تكون

[1] أخرجه البخاري كتاب البيوع باب قتل الخنزير برقم (2222)، مسلم كتاب الإيمان باب نزول عيسى ابن مريم حاكما بشريعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - برقم (155).
[2] أخرجه البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام برقم (3449)، مسلم كتاب الإيمان باب نزول عيسى ابن مريم حاكما بشريعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - برقم (155).
[3] أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب نزول عيسى ابن مريم حاكماً بشريعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - برقم (156) ..
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست