responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 380
ومن السنة
-حديث الشفاعة واعتذار الأنبياء عنها حتى تصل إلى نبينا - صلى الله عليه وسلم - فيشفع [1].
وأما قولهم إن الذنوب تنافي الكمال، فهذا صحيح مع عدم التوبة ولكن مع التوبة فغير صحيح لأن التوبة تغفر الحوبة، ولا تنافي الكمال، ولا يتوجه إلى صاحبها الذم واللوم، بل إنه في أحيان كثيرة يكون العبد بعد توبته خيراً منه قبل وقوع الذنب، وذلك لما يقوم في قلب العبد من الإنابة والخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى، يدفعه إلى كثرة الاستغفار وبذل الجهد في العمل الصالح لمحو السيئات. وقد قال تعالى في فضل التوبة: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)} البقرة: 222، وقال عليه الصلاة والسلام: (لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة) [2].
فالأنبياء -صلوات الله عليهم- لا يقرون على الذنب، ولا يؤخرون التوبة، فالله عصمهم من ذلك وهم بعد التوبة أكمل منهم قبلها [3].
قال ابن قتيبة [4] - رحمه الله -: "يستوحش كثير من الناس من أن يلحقوا بالأنبياء ذنوباً، ويحملهم التنزيه لهم -صلوات الله عليهم- على مخالفة كتاب الله جل ذكره، واستكراه التأويل، وعلى أن يلتمسوا لألفاظه المخارج البعيدة بالحيل الضعيفة" [5].

[1] أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب قول الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} البقرة: 31، برقم (4476)، ومسلم في كتاب الإيمان باب في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أنا أول الناس يشفع في الجنة) برقم (197) وجميعهم من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
[2] أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الدعوات، باب التوبة، برقم (6308) من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، وأخرجه مسلم في كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها (2675) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
[3] ينظر: مجموع الفتاوى (10/ 293 - 313) و (15/ 150).
[4] هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أبو محمد، خطيب أهل السنة وأحد أئمة السلف، من مؤلفاته: تفسير غريب القرآن، تأويل مختلف الحديث، الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية وتأويل مشكل القرآن وغيرها، توفي سنة 276 هـ.
ينظر: سير أعلام النبلاء (13/ 296)، شذرات الذهب (2/ 169).
[5] تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة - رحمه الله - (ص 402).
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 380
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست