اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 358
وإن إشارة القرآن إلى بعض هذه المسائل المرتبطة بالعلوم التجريبية لم يكن هو المقصد الأول، ولم ينزل القرآن من أجلها، وإذا وازنت بين المعلومات العقدية والشرعية، ظهر لك أن المعلومات العقدية الشرعية -أي: كيف يعرفون ربهم، وكيف يعبدونه- هي الأصل المراد بإنزال القرآن، وهي التي تكفل الله ببيانها للناس، أما المعلومات الدنيوية بما فيها العلوم التجريبية فهي موكولة للناس، وإن جاءت فإنها تجيء مرتبطة بالدلالة على حكم عقدي أو شرعي، فهي جاءت تبعاً وليس أصالةً؛ أي أن القرآن لم يقصد أن يذكرها على أنها حقيقة علمية مجردة، بل ليستدل بها مثلاً: على توحيد الله وأحقيته للعبادة، أو على حكم تشريعي، أو على إثبات اليوم الآخر" [1].
وقد تكون بعض القضايا العلمية صحيحة في ذاتها، لكن الخطأ يقع في كون الآية تدل عليه، وتفسر بها، كما في هذه المسألة فحقيقة أن نور القمر مستفاد من نور الشمس حقيقة علمية ثابتة [2]، إلا أن الاستدلال عليها بهذه الآيتين، فيه نوع من تفسيرهما بغير المراد منهما، والله أعلم. [1] مقالات في علم القرآن وأصول التفسير لمساعد الطيار (52، 63). [2] ينظر: فتح القدير (2/ 615)، التحرير والتنوير (1/ 4833)، روح المعاني (6/ 198) و (10/ 388).
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 358