اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 310
مثل ذلك، ثم يبعث الله ملَكاً فيؤمر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله، ورزقه، وأجله، وشقيٌّ أو سعيد) [1].
7 - ومنهم ملائكة موكلون بقبض الأرواح، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (61)} الأنعام: 61، وقال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)} السجدة: 11،وملَكُ الموت له أعوانٌ من الملائكة، يستخرجون روحَ العبد من جسمه حتى تبلغ الحلقوم، فيتناولها ملك الموت [2].
فيدبر الله سبحانه بالملائكة أمر السموات والأرض [3]، فهم الذين يحركون الهواء ويجرون السحاب، وهم المدبرات أمراً، والمقسمات أمراً، التي أقسم الله تعالى بها في كتابه الكريم [4].
قال ابن القيم - رحمه الله -: " ... فكل حركة في السموات والأرض من حركات الأفلاك، والنجوم، والشمس، والقمر، والرياح، والسحاب، والنبات، والحيوان، فهي ناشئة عن الملائكة الموكلين بالسموات والأرض ... وقد دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة، وأنها موكلة بأصناف المخلوقات، وأنه سبحانه وكلّ بالجبال ملائكة، ووكلّ بالسحاب والمطر ملائكة، ووكلّ بالرحم ملائكة تدبر أمر النطفة حتى يتم خلقها ... " [5]. [1] متفق عليه، أخرجه البخاري، في كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، برقم (3208)، ومسلم، في كتاب القدر، باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه ... (2643). [2] ينظر: تفسير القرطبي (17/ 231)، اللباب في علوم القرآن لأبي حفص عمر بن علي الدمشقي الحنبلي (18/ 443)، بريق الجمان بشرح أركان الإيمان لمحمد النورستاني (77 - 78). [3] تدبيرهم لأمر السموات والأرض مستفاد من عموم النصوص الدالة على أن الله وكل إليهم ذلك مثل قوله تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)} النازعات: 5، وقوله تعالى: {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4)} الذاريات: 4. [4] ينظر: الرد على المنطقيين لابن تيمية (275 - 499)، ومنهاج السنة (2/ 533 - 537)، وتفسير القرآن العظيم (7/ 205)، وزاد المسير لابن الجوزي (8/ 193). [5] إغاثة اللهفان (2/ 153 - 161) باختصار.
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 310