responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 279
ويقبل شفاعتهم إذا شفعوا بعد إذنه لقوله تعالى {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} البقرة: 255، ولكن هذا الجاه والحرمة سبب أجنبي عن المتوسل ولا علاقة بينه وبين إجابة الدعاء، بل هذا من الاعتداء بالدعاء. وهذا الجاه والحرمة ينفع المتوسل إذا دعوا له وشفعوا فيه. فأما إذا لم يكن منهم دعاء ولا شفاعة، لم يكن سؤاله بجاههم نافعاً له؛ لأن الله لم يجعله سبباً لإجابة الدعاء [1].
وعليه فالشيخ - رحمه الله - يقرر عدم جواز التوسل بيوم من الأيام، فيقول: "أما التوسل بيوم من الأيام مثل (أدعوك ربي بحق يوم عرفه) وما شابهه، فلا يجوز، لأنه توسل بمخلوق فهو ذريعة إلى الشرك، ولأن ذلك مخالف للأدلة الشريعة، مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) ([2]) " [3].
3 - الإقسام على الله بالمتوسل به: ومثاله أن يقول المتوسل اللهم إني أقسم عليك بفلان أن تقضي حاجتي، وهذا لا يجوز لأن الأصل في القسم والحلف أن يكون بالله تعالى لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من كان حالفاً فليحلف بالله، أو ليصمت) [4]، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من حلف بغير الله فقد أشرك) [5]، فيتعين أنه لا يجوز القسم بمخلوق على مخلوق؛ فكيف يجوز الحلف بالمخلوقات على الخالق الذي هو أجل وأعظم من أن يقسم عليه بمخلوقاته، بل هو الذي يقسم به على مخلوقاته سبحانه وتعالى [6].

[1] ينظر: قاعدة جليلة (55 - 56)، شرح العقيدة الطحاوية (ص 262).
[2] أخرجه مسلم في كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور، برقم (1718).
[3] فتاوى اللجنة الدائمة (1/ 519 - 520).
[4] جزء من حديث أخرجه البخاري في كتاب الإيمان والنذور، باب لا تحلفوا بآبائكم برقم (6646).
[5] أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم (5352)، أبو داود في كتاب الأيمان والنذور باب كراهية الحلف بالآباء برقم (3251)، والترمذي في كتاب الأيمان والنذور باب في الكراهية الحلف بغير الله برقم (1534) وحسنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة الكاملة (5/ 41) والإرواء برقم (2627)، وقال إسناده صحيح على شرط الشيخين.
[6] ينظر: قاعدة جليلة (106،108)، والتوصل إلى حقيقة التوسل (ص 177)، وشرح الطحاوية (ص 262).
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست