responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 270
ذلك يميناً، وهو القول الصحيح عن أحمد - رحمه الله -، واختار ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية [1] - رحمه الله - وقال: إنه هو الصواب" [2].
والحلف بغير الله - عز وجل - شرك؛ لحديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه قال: (من حلف بغير الله؛ فقد كفر أو أشرك) [3] وقوله: (فقد كفر أو أشرك): يحتمل أن يكون هذا شكاً من الراوي، ويحتمل أن يكون (أو) بمعنى الواو، فيكون قد كفر وأشرك، ويكون من الكفر الذي هو دون الكفر الأكبر؛ كما أنه من الشرك الأصغر.
وقد كثر من الناس اليوم من يحلف بغير الله؛ كمن يحلف بالأمانة، أو يحلف بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، أو يقول: وحياتي وحياتك يا فلان ... وما أشبه هذه الألفاظ، وقد سمعنا ما ورد في الأحاديث من النهي عن الحلف بغير الله - عز وجل -، واعتباره كفراً أو شركاً؛ لأن الحلف بالشيء تعظيم له، والذي يجب أن يعظم ويحلف به هو الله - عز وجل -، والحلف بغيره شرك وجريمة عظمى.
والشرك الأصغر ينقض التوحيد ويخلُّ به، وهناك أشياء من الشرك الأصغر حذرنا منها الله ورسوله؛ صيانة للعقيدة، وحماية للتوحيد؛ لأنها تنقض التوحيد، وربما تجر إلى الشرك الأكبر [4].
قال أبو جعفر الطحاوي: "لم يرد به الشرك الذي يخرج من الإسلام حتى يكون به صاحبه خارجاً عن الإسلام، ولكنه أراد أنه لا ينبغي أن يحلف بغير الله تعالى، لأن من حلف بغير الله تعالى فقد جعل ما حلف به محلوفا به، كما جعل الله تعالى محلوفا به، وبذلك جعل من حلف به أو ما حلف به شريكا فيما يحلف به، وذلك أعظم، فجعله شركا بذلك شركا غير الشرك الذي يكون به كافرا بالله تعالى خارجا عن الإسلام" [5].

[1] مجموع الفتاوى (1/ 204).
[2] ينظر: فتاوى اللجنة (1/ 524 - 525).
[3] أخرجه الترمذي في كتاب: الأيمان والنذور، باب: في كراهية الحلف بغير الله، برقم (1535)، والحاكم في المستدرك في كتاب الأيمان والنذور برقم (7903)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/ 99).
[4] ينظر: مجموع الفتاوى (11/ 506)، التبيان شرح نواقض الإسلام، لمحمد بن عبد الوهاب (ص 8)، التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين، لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (1/ 383)، تجريد التوحيد للمقريزي (ص 9)، الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد (96 - 97)، الإيمان حقيقته، خوارمه، نواقضه عند أهل السنة والجماعة، د. عبد الرحمن بن صالح المحمود (1/ 136).
[5] سد الذرائع في مسائل العقيدة على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة، د: عبد الله شاكر محمد الجنيدى (1/ 38).
اسم الکتاب : منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين المؤلف : الزاملي، أحمد بن علي    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست