اسم الکتاب : موقف الخميني من الشيعة والتشيع المؤلف : محمود سعد ناصح الجزء : 1 صفحة : 12
46): (وبهذا جرت السيرة على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وعلى عهد أمير المؤمنين.
وهو ينص على أن الذي يحق له أن يلي أمور الناس منذ عهد الرسول وإلى زمن اختفاء إمامهم صاحب الزمان معروف بقول في (ص47): (فرأي الشيعة فيمن بحق له أن يلي الناس معروف منذ وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحتى زمان الغيبة، فالإمام عندهم فاضل عالم بالأحكام والقوانين، وعادل في إنفاذها ... ) وأريدك يا أخي القارئ أن تتأمل جيدا في قوله هذا الذي يسمونه آية الله (منذ وفاة رسول الله وحتى زمان الغيبة) أنه ألغى حتى حكم أبي بكر وعمر وعثمان، فهؤلاء في رأي الخميني الشيعي لا يستحقون أن يلوا أمور الناس، والنص صريح لا يحتاج إلى تأويل ولا يحتمله، رأي الشيعة فيمن يحق له أن يلي أمور الناس معروف)، (لاحظ قوله: معروف هو يجري على مذهب الشيعة ولا يعدل عنه ولا يأتي بقول (جديد) منذ وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحتى زمان الغيبة (ولاحظ المدة الزمنية التي حددها هذا الخميني منذ وفاة الرسول وحتى زمن
الغيبة، وهذه الفترة تشمل عهود الخلفاء الثلاثة أبي بك وعمر وعثمان وتشمل الدولة الأموية وجزءا من الدولة العباسية).
أما ريه في الحكام الذين جاءوا بعد ذلك فقد سطره في (ص33) قال: (في صدر الإسلام سعى الأمويون ومن يسايرهم لمنع استقرار حكومة على بن أبي طالب، مع أنها كانت مرضية الله وللرسول وبمساعيهم البغيضة تغير أسلوب الحكم ونظامه، وانحراف من الإسلام، لأن برامجهم كانت تخالف وجهة الإسلام في تعاليمه تماما. وجاء من بعدهم العباسيون ونسجوا على نفس المنوال، وتبدلت الخلافة، وتحولت إلى سلطنة وملكية موروثة وأصبح الحكم يشبه حكم أكاسرة فارس وأباطرة الروم وفراعنة مصر، واستمر ذلك إلى يومنا هذا).
وتأمل هذا التعميم الذي ختم به كلامه (واستمر ذلك إلى يومنا هذا) أي من عهد علي بن أبي طالب اليوم ليس هناك إسلاميا، وكل الحكام كانوا ظلمة طغاة مستبدين، والحكم الإسلامي كان معطلا.
ويقول في (ص79) (يحتج الله بأمير المؤمنين على الذين خرجوا عليه وخالفوا أمره كما يحتج على معاوية وحكام بني أمية وبني العباس وأعوانهم ومساعديهم بما غصبوه من الحق، وبما شغلوه من المنصب الذي ليسوا له بأهل).
كيف ينظرون إلى الحكام المسلمين من غير الشيعة
والخميني صريح في رأيه، فهو ينقل الروايات التي تعتبر التحاكم إلى غير أئمة الشيعة والى غير فقهاء الشيعة تحاكما إلى الطاغوت، ويعتبر كل حكومة غير شيعية حكومة جائرة ظالمة. يقول في (ص79) (والله يحاسب حكام الجور وكل حكومة منحرفة من تعاليم الإسلام وبأخذهم بما كانوا يكسبون)
اسم الکتاب : موقف الخميني من الشيعة والتشيع المؤلف : محمود سعد ناصح الجزء : 1 صفحة : 12