اسم الکتاب : نور السنة وظلمات البدعة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 36
ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبهم فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبَّةُ خرْدل)) [1].
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من سُئِلَ عن علم يعلمُهُ فكتمه أُلجِمَ يوم القيامة بلجامٍ من نار)) [2].
ثامناً: التشبه بالكفار وتقليدهم من أعظم ما يُحدث البدع بين المسلمين، ومما يدل على ذلك حديث أبي واقد الليثي - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين، ونحن حديثو عهدٍ بكفر، وكانوا أسلموا يوم الفتح، قال: فمررنا بشجرة فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط؟ وكان للكفار سدرة يعكفون حولها، ويعلِّقون بها أسلحتهم، يدعونها ذات أنواط، فلما قلنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الله أكبر وقلتم، والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [3]، لتركبنَّ سنن من كان قبلكم)) [4]، وهذا الحديث فيه دلالة واضحة على أن التشبه [1] مسلم، كتاب الإيمان، باب كون النهي عن المنكر من الإيمان، 1/ 70، برقم 50. [2] الترمذي، في كتاب العلم، باب ما جاء في كتمان العلم، 5/ 29، برقم 2649، وأبو داود، في العلم، باب كراهية منع العلم، 3/ 321، برقم 3658، وابن ماجه، في المقدمة، باب من سئل عن علم فكتمه، 1/ 98، برقم 266، ومسند أحمد، 2/ 263، 305، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، 2/ 336، وصحيح سنن ابن ماجه، 1/ 49. [3] سورة الأعراف، الآية: 138. [4] أخرجه بلفظه، أبو عاصم في كتاب السنة، 1/ 37، برقم 76، وحسن إسناده الألباني في ظلال الجنة في تخريج السنة، المطبوع مع كتاب السنة، 1/ 37، وأخرجه الترمذي بنحوه، في كتاب الفتن، باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم، 4/ 475، برقم 2180، وقال: ((هذا حديث حسن صحيح))، وانظر: النهج السديد في تخريج أحاديث تيسير العزيز الحميد، لجاسم بن فهيد الدوسري، ص64 - 65.
اسم الکتاب : نور السنة وظلمات البدعة في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 36