responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 85
[2] ـ الإنسان محور الرسالات السماوية:
إن الإنسان هو المقصود غاية وهدفاً في ابتعاث الرسل واختيار الأنبياء، وإنزال الكتب والصُّحف وإن الله سبحانه وتعالى الذي جعل آدم خليفة في الأرض، اقتضت حكمته، ومشيئته ورحمته بالإنسان إلا يخلقه عبثاً، وألا يتركه سدى، وأنما تكفل بهدايته وإرشاده، وأخذ بيده إلى الطريق الأقوم والمنهج الأمثل وطمأنه منذ استقراره في الأرض أنه لن يدعه طعاماً سائغاً لوساوس الشيطان ولن يتركه نهباً للوهم، والخبط، والضلال، والشهوات، ولن يسلمه للجهالة والحيرة والضياع، وإنما أكرمه بالهداية والرشاد بالتي هي أقوم [1].قال تعالى: " قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة، آية: 38).
وقال تعالى: "قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُ مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" (طه، آية: 123 ـ 124).
وهكذا توالت الرسل وتتابع الأنبياء، وأنزلت الكتب، وكلها تدور على محور واحد، هو الإنسان، بما يحقق له السعادة في الدنيا والآخرة، وجاءت الشرائع لتأمين مصالح الناس بجلب النفع لهم، ودفع المضار عنهم، فترشدهم إلى الخير، وتهديهم إلى سواء السبيل، وتدلهم على البر، وتأخذ بيدهم إلى الهدى القويم، وتكشف لهم طريق الخير، وتحذرهم من الغوايا والشر [2].
وجاءت الشريعة لتحصيل المصالح وتكميلها، وتقليل المفاسد وتعطيلها [3].
إن الأحكام الشرعية، إنما شرعت لجلب المصالح، أو لدرء المفاسد [4].

[1] حقوق الإنسان د. محمد الزحيلي صـ21.
[2] حقوق الإنسان للزحيلي صـ22.
[3] مجموع الفتاوى (20/ 48).
[4] الموافقات للشاطبي (1/ 195).
اسم الکتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست