اسم الکتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 80
ومن مثل التنقل طلباً للعلم، قال تعالى: " فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ" (التوبة، آية: 122).
ومن مثل السفر بقصد زيارة الأرحام والأخوان في الله وبقصد زيارة البقاع الشريفة كمكة والمدينة، ومن مثل السفر بقصد الترويح عن النفس وعن الوجه المشروع، فالسياحة مباحة لأنها تفتح العين والقلب على المشاهدة الجديدة التي لم تألفها العين، ولا يملها القلب، بل قد تكون السياحة مندوباً إليها، إذا كانت على سبيل التدبر والاعتبار، ومعرفة سنن الله تعالى في الأمم السالفة، قال الله تعالى: " قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ" (الأنعام، آية: 11).
ب ـ التنقل لأداء واجب ديني:
كالسفر لأداء فريضة الحج أو الجهاد في سبيل الله، قال تعالى: " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ" (الحج، آية: 27).
وقال تعالى: " انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" (التوبة، آية: 41).
وهذا خطاب للمؤمنين، وعقب ذلك أنزل الله تعالى في شأن المنافقين قوله: "لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَّتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ" (التوبة، آية: 42).
أي لو كان ما دعوتهم إليه من الخروج في سبيل الله سفراً وسطاً، ومتاعاً من الدنيا سهل المأخذ، لاتبعوك وخرجوا معك طلباً للغنيمة [1]. [1] حقوق الإناسن وحرياته الأساسية صـ140.
اسم الکتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 80