اسم الکتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 107
فأشار إلى الدعائم الثلاثة التي تقوم عليها الحياة الزوجية، كما يرشد إليها القرآن، وهي السكون، والمودة، والرحمة، ويعني بالسكون: سكون النفس من اضطرابها وثورانها توقاً إلى الجنس الآخر، بالإشباع المشروع في ظل مرضاة الله، فلا يعرف الإسلام الأسرة إلا بين رجل وإمرأة، منذ الاسرة البشرية الأولى من آدم وزوجه " اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" (البقرة، آية: 35).
لا يعرف ما يدعو إليه المتحللون من الغربيين اليوم من الأسرة الوحيدة الجنس، بحيث يتزوج الرجل الرجل، والمرأة المرأة، وهذا أمر ضد الفطرة، وضد الأخلاق، وضد الشرائع، وهو للأسف ما حاول مؤتمر السكان في القاهرة "1994م" ومؤتمر المرأة في بكين أن يفرضاه على العالم [1].
وبهذا يقاوم القرآن الكريم نزعتين منحرفتين:
أولهما: نزعة "الرهبانية" المنافية للفطرة، التي تحرم الزواج، وتنظر إلى الغريزة الجنسية وكأنها رجس من عمل الشيطان، وتنفر من ظل المرأة، ولو كانت أختاً أو أماً، لأنها أحبولة الشيطان.
وثانيها: نزعة "الإباحية" التي تطلق العنان للغريزة، بلا ضابط ولا رابط، وتنادي بحرية الاستمتاع الجنسي بين الرجل والمرأة، دون ارتباط بمسؤولية شرعية، تتكون من خلالها حياة زوجية ذات هدف، تنشأ منها أسرة مترابطة، تقوم على أمومة حانية، وأبوة راعية ونبوة بارّة وأخوة عاطفة وتتربى في ظلها مشاعر المحبة وعواطف الإيثار والتعاون [2].
استهدف الشارع عدة مقاصد من تكوين الاسرة منها:
1ـ حفظ النسل: [1] كيف نتعامل مع القرآن العظيم صـ 86. [2] المصدر نفسه صـ 87.
اسم الکتاب : الإيمان بالقرآن الكريم والكتب السماوية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 107