responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان بالله جل جلاله المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 9
فحينما أدلى إبراهيم بالدليل الأول على وجود الله تعالى وربوبيته فقال " رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ " قال النمرود: وأنا أحيي وأميت أي أنه إذا أتى بالرجلين قد تحتم قتلهما فإذا أمر بقتل أحدهما وعفا عن الآخر فكأنه قد أحياه وأمات الآخر، وهذه حجة واهية ورد سخيف، ولكن إبراهيم عليه السلام، تدرج معه في المحاجة فأتاه بالضربة القاضية والحجة الدامغة فقال: " فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ ": أي هذه الشمس مسخرة كل يوم تطلع من المشرق كما سخرها خالقها ومسيّرها وقاهرها وهو الله الذي لا إله إلا هو خالق كل شيء، فإن كنت كما زعمت أنك تحيي وتميت فأت بهذه الشمس من المغرب، فإن الذي يحيي ويميت هو الذي يفعل ما يشاء ولا يمانع ولا يغالب بل قد قهر كل شيء، ودان له كل شيء، فإن كنت كما تزعم فأفعل هذا فإن لم تفعله فلست كما زعمت وأنت تعلم وكل أحد انك لا تقدر على هذا ولم يبق للنمرود كلام يجيب فيه الخليل عليه الصلاة والسلام [1]، ولهذا قال تعالى: " فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ".
وقال الشاعر:
فيا عجباً كيف يعصي الإله ... أم كيف يجحده الجاحد
والله في كل تحريكة ... وفي كل تسكينة شاهد
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد (2)
وما أجمل هذه الأبيات الرائعة التي قالها الشاعر إبراهيم بريول ـ رحمه الله:
إني أويت لكل مأوى في الحياة ... فما رأيت أعز من مأواكا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجاة ... فلم تجد منجي سوى منجاكا
وبحثت عن سِرّ السعادة جاهداً ... فوجدت هذا السر في تقواكا
فليرضى عني الناس أو فليسخطوا ... أنا لم أعد أسعى لغير رضاكا
أدعوك يا ربي لتغفر حوبتي ... وتعينني وتمدني بهداكا
فأقبل دعائي واستجب لرجائي ... ما خاب يوماً من دعا ورجاكا

[1] المصدر نفسه صـ 567.
(2) المصدر نفسه صـ 572.
اسم الکتاب : الإيمان بالله جل جلاله المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست