responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان بالله جل جلاله المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 39
وبهذا الدليل كان علماء الإسلام ولا يزالون يواجهون الجاحدين، فهذا الإمام أبو حنيفة يعرض له بعض الزنادقة المنكرين للخالق، فيقول لهم: ما تقولون في رجل يقول لكم: رأيت سفينة مشحونة بالأحمال مملوءة من الأنفال، قد أحتوشتها في لجة البحر أمواج متلاطمة ورياح مختلفة، وهي من بينها تجري مستوية ليس لها ملّاح يجريها ولا متعهد يدفعها، هل يجوز في العقل؟ قالوا هذا شيء لا يقبله العقل، فقال أبو حنيفة: يا سبحان الله إذا لم يجز في العقل سفينة تجري في البحر مستوية من غير متعهد ولا مجر فكيف يجوز قيام هذه الدنيا على إختلاف أحوالها وتغيّر أعمالها وسعة أطرافها وتباين أكنافها من غير صانع ولا حافظ، فبكوا جميعاً، وقالوا: صدقت وتابوا [1]، هذا القانون الذي سلمت به العقول وانقادت له هو الذي تشير إليه الآية الكريمة: " أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون " وهو دليل يرغم العقلاء على التسليم بأن هناك خالقاً معبوداً، إلا أن الآية صاغته صياغة بليغة مؤثرة فلا تكاد الآية تمس السمع حتى تزلزل النفس وتهزها [2].
قال الشاعر:
فوا عجبا كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد
لقد تناول القرآن الكريم قضية الخلق والتدبير تناولاً فريداً وعنى بتوجيه العقول إلى النظر في آفاق الكون وآيات الله الكثيرة، وأهاب بالعقل أن يستيقظ من سباته، ليتفكر في ملكوت السموات والأرض وما أودع فيها من الآيات، ويكرر القرآن ذلك في أساليب متنوعة ليرى هذا الإنسان ويسمع في آفاق الكون ما يقوده إلى الإيمان بخالقه سبحانه وتعالى ويعلم أن هذا الكون هو من صنع الله الخالق المدبر المستحق للعبادة وحده لا شريك له [3].

[1] مع الله صـ 68 حسن أيوب، العقيدة في الله صـ 70.
[2] العقيدة في الله للأشقر صـ 71.
[3] حماية الرسول حمى التوحيد للغامدي صـ 216.
اسم الکتاب : الإيمان بالله جل جلاله المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست