responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان بالله جل جلاله المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 223
9ـ ملجأ المؤمنين: ومن ثمرات الإيمان وفوائده، أن الإيمان ملجأ المؤمنين في كل ما يلم بهم، من سرور وحزن وخوف وأمن، وطاعة ومعصية، وغير ذلك من الأمور التي لابد لكل أحد منها، فعند المحاب والسرور يلجؤون إلى الإيمان، فيحمدون الله، ويثنون عليه، ويستعملون النعم فيما يحب المنعم، وعند المكاره والأحزان، يلجؤون إلى الإيمان من جهات عديدة، يتسلون بإيمانهم وحلاوته، ويتسلون بما يترتب على ذلك، من الثواب، ويقابلون الأحزان والقلق، براحة القلب، والرجوع إلى الحياة الطيبة المقاومة للأحزان والأتراح ويلجؤون إلى الإيمان عند الخوف فيطمئنون إليه ويزيدهم إيماناً وثباتاً، وقوة وشجاعة ويضمحل الخوف الذي أصابهم كما قال تعالى: " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ " (آل عمران، آية: 173، 174)، لقد اضمحل الخوف من قلوب هؤلاء الأخيار، وخلفه قوة الإيمان وحلاوته وقوة التوكل على الله والثقة بوعده ويلجؤون إلى الإيمان عند الأمن، فلا يبطرهم ولا يحدث لهم الكبرياء، بل يتواضعون، ويعلمون أنه من الله، ومن فضله وتيسيره فيشكرون الذي أنعم بالسبب والمسبب، الأمن وأسبابه، ويعلمون أنه إذا حصل لهم ظفر بالأعداء وعِز، أنه بحول الله وقوته وفضله لا بحولهم ولا بقوتهم ويلجؤون إلى الإيمان عند الطاعة والتوفيق للأعمال الصالحة، فيعترضون بنعمة الله عليهم بها، وأن نعمته فيها أعظم من نعمة العافية والرزق ويحرصون على تكميلها وعمل كل سبب لقبولها وعدم ردها أو نقصها، ويسألون الذي تفضل عليهم بالتوفيق لها، أن يتم عليهم نعمته بقبولها والذي تفضل عليهم بحصول أصلها، أن يتمم لهم منها ما انتقصوه منها ويلجؤون إلى الإيمان إذا ابتلوا بشيء من المعاصي بالمبادرة إلى التوبة منها، وعمل ما يقدرون عليه من

اسم الکتاب : الإيمان بالله جل جلاله المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 223
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست