responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان بالله جل جلاله المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 19
لقد عرفت لا إله إلا الله لدى المسلمين بكلمة " التوحيد " وكلمة " الإخلاص " وكلمة " التقوى "، وكانت لا إله إلا الله، إعلان ثورة على جبابرة الأرض وطواغيت الجاهلية، ثورة على كل الأصنام والآلهة، المزعومة، من دون الله، سواء كانت شجراً أم حجراً أم بشراً، وكان لا إله إلا الله نداءً عالمياً لتحرير الإنسان من عبودية الإنسان والطبيعة وكل من خلق، وكانت لا إله إلا الله عنوان منهج الله الذي لا تعنو الوجوه إلا له، ولا تنقاد القلوب إلا لحكمه، ولا تخضع إلا لسلطانه [1].

ثانياً: فضل كلمة لا إله إلا الله: لقد ورد في كتاب الله وسنة نبيه من الفضائل الجمة لهذه الكلمة والخصال العديدة والأوصاف الحميدة، ما يصعب استقصاؤه في هذا الموضع، فهي، كلمة قامت بها الأرض والسماوات، وخُلقت لأجلها جميع المخلوقات، وبها أرسل الله تعالى رسله، وأنزل كتبه وشرع شرائعه ولأجلها نصبت الموازين ووضعت الدواوين، وقام سوق الجنة والنار، وبها انقسمت الخليقة إلى المؤمنين والكفار والأبرار والفجار، فهي منشأ الخلق والأمر والثواب والعقاب، وهي الحق الذي خلقت له الخليقة، وعنها وعن حقوقها السؤال والحساب، وعليها يقع الثواب والعقاب، وعليها نصبت القبلة، وعليها أسست الملة، ولأجلها جردت سيوف الجهاد، وهي حق الله على جميع العباد، فهي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام، وعنها يُسأل الأولون والآخرون فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يُسأل عن مسألتين: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟
فجواب الأولى: بتحقيق لا إله إلا الله معرفة وإقراراً وعملاً.
وجواب الثاني: بتحقيق أن محمداً رسول الله معرفة وإقراراً وانقياداً وطاعة [2].

[1] الإيمان والحياة للقرضاوي صـ31.
[2] زاد المعاد (1/ 34).
اسم الکتاب : الإيمان بالله جل جلاله المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست