responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان بالله جل جلاله المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 188
أـ الحياة الطيبة الحقيقية: فالحياة هي حياة الروح المتغذية بالوحي الإلهي، المتعلق قلب صاحبها بذكر الله وهي التي وصفها الله بالحياة الطيبة بقوله سبحانه: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ " (النحل، آية:97)، وبقوله أيضاً: " وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ " (هود، آية:[3]). فذكر الله تعالى ومحبته وطاعته والإقبال عليه ضامن لأطيب الحياة في الدنيا والآخرة، والإعراض عنه ومعصيته كفيل بالحياة المنغصة والمعيشة الضنك في الدنيا والآخرة [1]، قال تعالى: " وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى " (طه، آية:124)، وعلى هذا فحياة الروح والقلب هذه، لا يحياها ولا يذوق طعمها إلا الذاكر لله سبحانه وتعالى، كما قال المصطفى: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميتَ [2]، فما بين الذاكر والغافل هو ما بين الحي والميت وشتان ما بينهما [3]، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها حتى قال قائلهم: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيب ما فيها؟ قيل: ما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله تعالى، ومعرفته وذكره [4].

[1] مدارج السالكين (3/ 259).
[2] البخارى، ك الدعوات، باب فضل الذكر (11/ 212).
[3] ذكر الله تعالى بين الأتبّاع والابتداع عبد الرحمن خليفه صـ 171.
[4] ذكر الله تعالى بين الأتبّاع والإبتداع عبد الرحمن خليفة صـ171.
اسم الکتاب : الإيمان بالله جل جلاله المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست