responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان بالله جل جلاله المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 182
سادساً: أسباب قوة الإيمان: هذا الفصل عظيم النفع والحاجة، بل الضرورة ماسة إلى معرفته والعناية به، معرفة واتصافاً ـ وذلك: أن الإيمان هو كمال العبد، وبه ترتفع درجاته في الدنيا والآخرة وهو السبب والطريق لكل خير عاجل وآجل، ولا يحصل، ولا يقوى، ولا يتم إلا بمعرفة ما منه يستمد وإلى ينبوعه وأسبابه وطرقه والله تعالى قد جعل لكل مطلوب سبباً وطريقاً يوصل إليه، والإيمان أعظم المطالب وأهمها وأعمها، وقد جعل الله له مواد كبيرة تجلبه وتقويه، كما كان له أسباب تضعفه وتهويه ومواده التي تجلبه وتقويه أمران: مجمل ومفصل:
أما المجمل فهو: التدبر لآيات الله المتلوة: من الكتاب والسنة، والتأمل لآياته الكونية على اختلاف أنواعها، والحرص على معرفة الحق الذي خلق له العبد، والعمل بالحق، فجميع الأسباب مرجعها إلى هذا الأصل العظيم [1]، وأما التفصيل: فالإيمان يحصل ويقوى بأمور كثيرة، منها:
1ـ معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على فهم معانيها والتعبد لله بها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله تسعة وتسعين اسماً ـ مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة. أي من حفظها وفهم معانيها واعتقدها وتعبَّد الله بها دخل الجنة، والجنة لا يدخلها إلا المؤمنون، فعلم أن ذلك أعظم ينبوع ومادة لحصول الإيمان وقوته وثباته، ومعرفة الأسماء الحسنى هي أصل الإيمان والإيمان يرجع إليها، فكلما إزداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته إزداد إيمانه، وقوى يقينه، فينبغي للمؤمن: أن يبذل مقدوره ومستطاعه في معرفة الأسماء والصفات، وتكون هذه المعرفة متلقاه من الكتاب والسنة وما روى عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فهذه المعرفة النافعة تجعل المؤمن في زيادة في إيمانه وقوة يقينه وطمأنية في أحواله [2].

[1] شجرة الإيمان للسعدى صـ39.
[2] شجرة الإيمان للسعدي صـ41.
اسم الکتاب : الإيمان بالله جل جلاله المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست