responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 45
وزيارة القبور تذكر بالموت فيزهد في الدنيا، ويرغب في الآخرة ويتعظ بها ويعتبر، وقد بيّن القرطبي رحمه الله بعبارات مؤثرة كيف تتحقق للزائر العبرة والعظة فقال: يعتبر بمن صار تحت التراب، وانقطع عن الأهل والأحباب بعد أن قاد الجيوش والعساكر، ونافس الأصحاب والعشائر، وجمع الأموال والذخائر، فجاءه الموت في وقت لم يحتسبه، وهول لم يرتقبه، فليتأمل الزائر حال من مضىمن إخوانه ودرج من أقرانه، الذين بلغوا الآمال وجمعوا الأموال، كيف انقطعت آمالهم، ولم تغن عنهم أموالهم، ومحا التراب محاسن وجوههم وافترقت في القبور أجزاؤهم، وترمّل بعدهم نساؤهم، وشمل ذلّ اليتم أولادهم، واقتسم غيرهم طريقهم وبلادهم .. وعند هذا التذكر والاعتبار يزول عنه جميع الأغيار الدنيوية، ويقبل على الأعمال الأخروية، فيزهد في دنياه ويقبل على طاعة مولاه، ويلين قلبه وتخشع جوارحه [1].
9ـ غلبة الرجاء وحسن الظن بالله: قال تعالى:" مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (العنكبوت، آية: 5)، ومدح أهله وأثنى عليهم، قال تعالى:" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب، آية: 21).
والخوف والرجاء كجناحي طائر إذا استويا استوى الطائر وتمّ طيرانه وإن نقص أحدهما وقع في الطائر النقص، وإن ذهب أحدهما أو كلاهما صار الطائر عرضة للهلاك [2].

[1] الثبات على دين الله (1/ 1029).
[2] مدارج السالكين (2/ 36).
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست