responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 35
إن لتذكر الموت أثر كبير في إصلاح النفوس وتهذيبها، ذلك أن النفوس تؤثر الدنيا وملذاتها، وتطمع في البقاء المديد في هذه الحياة، وقد تهفو إلى الذنوب والمعاصي، وقد تقصر في الطاعات فإذا كان الموت دائماً على بال العبد، فإنه يصغر الدنيا في عينه ويجعله يسعى في إصلاح نفسه وتقويم المعوج من أمره [1]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هاذم اللذات: الموت، فإنه لم يذكره في ضيق من العيش إلا وسعه عليه، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها [2].
قال العلماء: تذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي ويذهب الفرح بالدنيا ويهون المصائب وقال العلماء: ليس للقلوب أنفع من زيارة القبور وخاصة إن كانت قاسية، فعلى أصحابها ان يعالجوها بثلاثة أمور:
أحدها: الإقلاع عما هي عليه بحضور مجالس العلم بالوعظ والتذكير والتخويف والترغيب وأخبار الصالحين، فإن ذلك مما يلين القلوب.
الثاني: ذكر الموت، فيكثر من ذكر هاذم اللذات، ومفرق الجماعات، وميتم البنين والبنات.
الثالث: مشاهدة المحتضرين، فإن النظر إلى الميت ومشاهدة سكراته ونزعاته وتأمل صورته بعد مماته، مما يقطع عن النفوس لذاتها، ويطرد عن القلوب مسراتها، ويمسح الأجفان من النوم، والأبدان من الراحة، ويبعث عن العمل ويزيد في الإجتهاد والتعب [3]. وذكر عن الحسن البصري انه دخل على مريض يعوده، فوجده في سكرات الموت، فنظر إلى كربه وشدة ما نزل به، فرجع إلى أهله بغير اللون الذي خرج به من عندهم فقالوا له: الطعام يرحمكم الله، فقال: يا أهلاه، عليكم بطعامكم وشرابكم، فوالله رأيت مصرعأ لا أزال أعمل له حتى ألقاه [4]، قال أبو الدرداء: من أكثر الموت قل فرحه، وقل حسده [5].

[1] المصدر نفسه صـ81.
[2] صحيح الجامع الصغير (1/ 388) رقم 1222.
[3] تذكرة القرطبي صـ12.
[4] المصدر نفسه صـ12.
[5] (كتاب الزهد لابن المبارك، القيامة الصغرى صـ213.
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست