responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 29
سادساً: خروج روح الكافر واحتضاره:
1 ـ قوله تعالى: "وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ" (الأنعام، آية: 93).
قوله تعالى: "فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ" أي كرباته وسكراته، وقوله "وَلَوْ تَرَى" جوابه محذوف تقديره: لرأيت أمراً عظيماً، وهذه عبارة عن التعنيف في السياق والشدة في قبض الأرواح [1]. وقوله تعالى: " بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ" أي بالضرب، كقوله: "لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي" الآية، وقوله: " وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ"، كقوله: " وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ".
ولهذا قال: " وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ" أي بالضرب لهم حتى تخرج أنفسهم من أجسادهم، ولهذا يقولون لهم: " أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ"، وذلك أن الكافر إذا احتُضر بشَّرته الملائكة بالعذاب والنكال والأغلال والسلاسل، والجحيم والحميم وغضب القهار العظيم، فتفرق روحه في جسده وتعصي وتأبى الخروج فتضربهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم قائلين لهم: " أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ" أي كنتم تهانون غاية الإهانة كما كنتم تكذبون على الله وتستكبرون عن اتباع آياته والانقياد لرسله [2].، ثم يبشرون بالعذاب "الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ".

[1] التسهيل لابن جزي (1/ 279) ..
[2] (تفسير القرآن العظيم (2/ 156) تفسير البغوي (3/ 169).
اسم الکتاب : الإيمان باليوم الآخر المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست