responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن المؤلف : عبد الهادي بن حسن وهبي    الجزء : 1  صفحة : 236
منْ قالَ لكم إنَّ الحادثَ لا يقومُ إلَّا بحادثٍ. منْ أينَ جاءتْ هذهِ القاعدةُ؟ هلْ هيَ في القرآنِ الكريمِ؟ هلْ هيَ في السنَّةِ المطهَّرةِ؟ هلْ هيَ في العقلِ؟ وكلُّ منْ أمعنَ النَّظرَ وفهمَ حقيقةَ الأمرِ علمَ أنَّ السَّلفَ كانوا أعمقَ منْ هؤلاءِ علمًا، وأبرَّ قلوبًا، وأقلَّ تكلُّفًا، وأنَّهم فهموا منْ حقائقِ الأمورِ ما لمْ يفهمهُ هؤلاءِ، الذين خالفوهم، وقبلوا الحقَّ وردُّوا الباطلَ ومنْ هداهُ الله سبحانه وتعالى أيقنَ فسادَ هذا الكلامِ [1].
الوجهُ الثاني:
إننا نقابلُ هذهِ القاعدةِ الفاسدةِ بقاعدةٍ أكملَ منهَا وأوضحَ وهوَ: أنَّ الفعَّالَ لما يريدُ أكملُ منَ الذي لا يفعلُ. والله سبحانه وتعالى يفعلُ ما يشاءُ، والله يحدثُ ما يشاءُ، لا معقِّبَ لحكمهِ، فمَا منْ فعلٍ يفعلهُ إلَّا وقدْ حدثَ بعدَ أنْ لمْ يكنْ. وأنتم إذا عطَّلتم الله عزَّ وجلَّ عنِ الأفعالِ الإختياريةِ - كالاستواءِ والنزولِ والضحكِ والفرحِ والغضبِ - معنى ذلك: وصفتموهُ بأنقص ما يكونُ «والكَمَالُ في اتِّصَافِهِ بهذه الصِّفَاتِ؛ لا في نَفْي اتِّصَافِهِ بها» [2].
قالَ شيخُ الاسلامِ رحمه الله: «اللهُ سبحانهُ موصوفٌ بصفاتِ الكمالِ، منزَّهٌ عنِ النَّقائصِ، وكلُّ كمالٍ وُصِف بهِ المخلوقُ منْ غيرِ استلزامهِ لنقصٍ فالخالقُ أحقُّ بهِ، وكلُّ نقصٍ نُزِّهَ عنهُ المخلوقُ فالخالقُ أحقُّ بأنْ ينزَّهَ عنهُ، والفعلُ صفةُ كمالٍ لا صفةَ نقصٍ، كالكلامِ والقدرَةِ، وعدمُ الفعلِ صفةُ نقصٍ، كعدمِ الكلامِ وعدمِ القدرةِ، فدلَّ العقلُ على صحةِ ما دلَّ عليهِ الشَّرعُ، وهوَ المطلوبُ» [3].
وقال ابنُ القيِّم رحمه الله:

[1] انظر: النبوات (ص79)، وشرح حديث النزول (ص417)، ودرء التعارض (1/ 39، 40، 98) و (3/ 454).
[2] مجموع الفتاوى (6/ 242).
[3] درء تعارض العقل والنقل (2/ 6).
اسم الکتاب : الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن المؤلف : عبد الهادي بن حسن وهبي    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست