responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن المؤلف : عبد الهادي بن حسن وهبي    الجزء : 1  صفحة : 208
تَقُولُ هذا جَنْي النَّحْلِ تَمْدَحُهُ ... وإنْ تَشَاءُ قُلْتَ ذا قَيءُ الزَّنَابِيرِ
مَدْحًا وذَمًّا وما جَاوَزتَ وَصْفَهُما ... والحقُّ قد يَعْتَرِيهِ سُوءُ تَعْبِيرِ
أفيظنُّ الجاهلونَ أنَّا نجحدُ علوَّ اللهِ عَلَى عرشهِ، لأسماءٍ سمُّوها، هم وسلفهم، مَا أنزلَ الله بها منْ سلطانٍ، وألقابٍ وضعوهَا مِنْ تلقاءِ أنفسهم، لمْ يأتِ بها سنَّةٌ وَلاَ قرآنٌ، وشبهاتٍ قذفتْ بها قلوبٌ، مَا استنارتْ بنورِ الوحي، وَلاَ خالطتهَا بشاشةُ الإيمانِ، وخيالاتٍ هي بتخييلاتِ الممرورينَ، وأصحابِ الهوسِ، أشبهُ منها بقضايا العقلِ والبرهانِ، ووهمياتٍ نسبتهَا إلى العقلِ الصَّحيحِ كنسبةِ السَّرابِ إلى الأبصارِ فِي القيعانِ.
فدعونَا منْ هذه الدعاوي الباطلةِ، التي لا تفيدُ إلَّا تضييعَ الزمانِ، وإتعابَ الأذهانِ، وكثرةَ الهذيانِ، وحاكمونَا إلى الوحي، لا إلى «نخالةِ الأفكارِ، وزبالةِ الأذْهانِ وعفارةِ الآراءِ، ووساوسِ الصُّدورِ، التي لا حقيقةَ لهَا في التَّحقيقِ، ولا تثبتُ على قدمِ الحقِّ والتَّصْديقِ، فملأتم بها الأوراقَ سوادًا، والقلوبَ شكوكًا، والعالَم فسادًا» [1].
يَا قَوْمَنَا وَاللهِ إنَّ لِقَوْلِنَا ... ألْفٌ تَدُلُّ عَلَيْهِ بَلْ ألفَانِ
عَقْلًا وَنَقْلًا مَعْ صَرِيحِ الفِطْرَةِ الـ ... أولَى وَذَوْقِ حَلاَوَةِ الإِيمَانِ
كُلٌّ يَدُلُّ بأنَّهُ سُبْحَانَهُ ... فَوْقَ السَّمَاءِ مُبَاينُ الأكوَانِ
أتَرَوْنَ أنَّا تَارِكُو ذَا كُلِّهِ ... لِجَعَاجِع التَّعْطِيلِ والهَذَيَانِ (2)
وهذهِ الشُّبهةُ قدْ تكلَّمنا عليها «بالاستقصاءِ حتَّى يتبيَّنُ أنَّها مِنَ القولِ الهراءِ فهاتوا برهانكم إنْ كنتم صادقين» [3].

[1] إعلام الموقعين (1/ 105) بتصرف وزيادة.
(2) الكافية الشافية (ص131).
[3] الفتاوى الكبرى (6/ 355).
اسم الکتاب : الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن المؤلف : عبد الهادي بن حسن وهبي    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست