اسم الکتاب : الموسوعة العقدية - الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 7 صفحة : 99
ثم إن التنجيم، هو أحد أقسام الكهانة، ولذا يسمي بعضهم المنجم كاهناً [1]، والكاهن (هو الذي يدعي مطالعة علم الغيب ويخبر الناس عن الكوائن) [2].
يقول القاضي عياض – ذاكراً أنواع الكهانة –
(كانت الكهانة في العرب ثلاثة أضرب: - أحدها أن يكون للإنسان ولي من الجن يخبره بما يسترقه من السمع من السماء، وهذا القسم باطل من حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني: - أنه يخبره بما يطرأ أو يكون في أقطار الأرض وما خفي عنه مما قرب أو بعد، وهذا لا يبعد وجوده.
الثالث: - المنجمون، وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض الناس قوة ما لكن الكذب فيه أغلب، ومن هذا الفن العرافة وصاحبها عراف، وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفتها بها، وقد يعتضد بعض هذا الفن ببعض في ذلك بالزجر والطرق والنجوم، وأسباب معتادة، وهذه الأضرب كلها تسمى كهانة وقد أكذبهم الشرع ونهى عن تصديقهم، وإتيانهم. والله أعلم) [3] ...
وهذا التنجيم إنما كان سحراً لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد)) [4].
يقول ابن تيمية: (فقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن علم النجوم من السحر، وقد قال الله تعالى وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه: 69] وهكذا الواقع فإن الاستقراء يدل على أن أهل النجوم لا يفلحون، لا في الدنيا ولا في الآخرة) [5].
والتنجيم الذي يعد سحراً له أنواع منها: -
(أ) عبادة النجوم كما كان يفعل الصابئة، اعتقاداً منهم بأن الموجودات في العالم السفلي مركبة على تأثير تلك النجوم، ولذا بنوا هياكل لتلك النجوم، وعبدوها وعظموها، زاعمين أن روحانية تلك النجوم تتنزل عليهم فتخاطبهم وتقضي حوائجهم. [6] ولا شك أن هذا كفر بالإجماع. (7) [1] انظر ((شرح السنة)) للبغوي (12/ 177)، و ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (35/ 172، 193). [2] ((معالم السنن)) للخطابي (4/ 225)، وانظر ((النهاية لابن الأثير)) (4/ 214)، و ((شرح السنة)) للبغوي (12/ 182)، وفتح الباري 10/ 216، و ((مفردات الراغب)) (ص 665)، و ((شرح الفقه الأكبر)) لملا علي قاري (ص 221)، و ((مفتاح السعادة)) لطاش كبري (1/ 340)، و ((بلوغ الأرب)) للآلوسي (3/ 269)، و ((فتاوى اللجنة الدائمة)) (1/ 393). [3] ((صحيح مسلم بشرح النووي)) (14/ 223)، وانظر ((معالم السنن)) للخطابي (4/ 225)، و ((مفتاح دار السعادة)) لابن القيم (2/ 217)، و ((فتح الباري)) (10/ 217)، و ((فتاوى ابن باز)) (2/ 120)، و ((المجموع الثمين من فتاوى ابن عثيمين)) (2/ 138). [4] [10801])) رواه أبو داود (3905) , وابن ماجه (3726) , وأحمد (1/ 227) (2000) والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (8/ 138) , والطبراني (11/ 135) , كلهم رووه بلفظ: ((من اقتبس علماً من النجوم)) بدلاً من ((من اقتبس شعبةً من النجوم)) , والحديث سكت عنه ابو داود, وقال ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (35/ 193) , والنووي في ((رياض الصالحين)) (536) , والعراقي في ((تخريج الإحياء)) (4/ 144) , وأحمد شاكر في ((مسند أحمد)) (3/ 312) قالوا: إسناده صحيح, وصححه الألباني في ((صحيح ابن ماجه)). [5] ((مجموع الفتاوى)) (35/ 193) [6] انظر ((الفتاوى)) لابن تيمية (35/ 177)، و ((شرح العقيدة الطحاوية)) (2/ 775)، و ((شرح الفقه الأكبر)) لملا علي قاري (ص: 223)، و ((وتيسير العزيز الحميد)) (ص: 441).
(7) انظر ((الفتاوى)) لابن تيمية (35/ 177)، و ((شرح العقيدة الطحاوية)) (2/ 775)، و ((شرح الفقه الأكبر)) لملا علي قاري (ص: 223)، و ((وتيسير العزيز الحميد)) (ص: 441).
اسم الکتاب : الموسوعة العقدية - الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 7 صفحة : 99