responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة العقدية - الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 7  صفحة : 43
ويقول محمد العربي بن التباني المغربي [1]:-
(كيف يؤمن بنصوص القرآن من يكذب بوعده تعالى لهم بالحسنى، وبإعداده لهم المنازل الرفيعة في الجنة، وبرضاه عنهم بزعمه أنهم قد كفروا وارتدوا عن الإسلام، فعقيدة هذه الطائفة (يعني الرافضة) في جل سادات هذه الأمة لا تخرج عن أمرين: - إما نسبة الجهل إليه تعالى، أو العبث في هذه النصوص التي أثنى بها على الصحابة رضوان الله عليهم، تقدس ربنا وتعالى عن ذلك علواً كبيراً ... ولا خلاف بين كل من يؤمن بالقرآن وله عقل سليم أن نسبة الجهل أو العبث إليه تعالى كفر بواح) [2].
ويمكن أن نلحق بهذا النوع من السب - وإن كان أشنع مما سبق - فيما لو سب الصحابة رضي الله عنهم من أجل صحبتهم ونصرتهم لدين الله تعالى، ولو كان واحداً .. ، وإليك ما يبين ذلك من كلام أهل العلم.
يقول ابن حزم: (ومن أبغض الأنصار لأجل نصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم فهو كافر؛ لأنه وجد الحرج في نفسه مما قضى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من إظهار الإيمان بأيديهم، ومن عادى علياً لمثل ذلك فهو أيضاً كافر) [3].
ويقول السبكي: (إن سب الجميع بلا شك أنه كفر، وهكذا إذا سب واحداً من الصحابة حيث هو صحابي؛ لأن ذلك استخفاف بحق الصحبة، ففيه تعرض إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلا شك في كفر الساب.
-إلى أن قال - ولا شك أنه لو أبغض واحداً منهما (أي الشيخين أبي بكر وعمر) لأجل صحبته فهو كفر، بل من دونهما في الصحبة، إذا أبغضه لصحبته كان كافراً قطعاً) [4].
ومما أورده الحافظ ابن حجر عند شرحه لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً: - ((آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار)) [5] حيث قال رحمه الله: (فمن أبغضهم من جهة هذه الصفة - وهي كونهم نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم - أثر ذلك في تصديقه، فيصح أنه منافق، ويقرب هذا زيادة أبي نعيم في المستخرج في حديث البراء بن عازب [6]: - ((من أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم))) [7]، وقد أخرج مسلم من حديث أبي سعيد رفعه: - ((لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر)) [8].

[1] [10561])) أبو عبد الله محمد العربي التباني الجزائري ثم المكي، عالم معاصر، أصولي، مفسر، محدث، مؤرخ، درس في الحرم المكي، وكذا في مدرسة الفلاح بمكة، له مؤلفات جمة، كان حياً عام 1374 هـ. انظر: مقدمة كتابه ((تحذير العبقري من محاضرات الخضري)) (1/ 9)
[2] [10562])) ((إتحاف ذوي النجابة)) (ص 75).
[3] [10563])) ((الفصل)) (3/ 300)
[4] [10564])) ((فتاوى السبكي)) (2/ 575)
[5] [10565])) رواه البخاري (17).
[6] [10566])) الحديث رواه معاوية بن أبي سفيان, وأبو هريرة رضي الله عنهم, وليس البراء بن عازب, كما ذكر المصنف, أما حديث البراء بن عازب لفظه: ((من أحب الأنصار أحبه الله, ومن أبغض الأنصار أبغضه الله)) رواه ابن ماجه (163) وابن منده في ((الإيمان)) (2/ 608) , وصححه الألباني في ((صحيح ابن ماجه)).
[7] [10567])) رواه الطبراني (19/ 341) , من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه, وصححه العراقي في ((محجة القرب)) (255) , وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (10/ 42): رجاله رجال الصحيح غير النعمان بن مرة وهو ثقة , ورواه في ((الأوسط)) (1/ 298) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه, قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (10/ 42): رجاله رجال الصحيح غير أحمد بن حاتم وهو ثقة,
[8] [10568])) رواه مسلم (77).
اسم الکتاب : الموسوعة العقدية - الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 7  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست