اسم الکتاب : الموسوعة العقدية - الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 7 صفحة : 30
وقال - أي: الخطابي -: ويدل عليه التعبير بإذا، فإنها تدل على تكرار الفعل [1]، وتعقبه الحافظ ابن حجر فقال: والأولى ما قاله الكرماني: إنّ حذف المفعول من (حدّث) يدل على العموم، أي: إذا حدّث في كل شيء كذب فيه، أو يصير قاصراً، أي: إذا وجد ماهية الحديث كذب، وقيل: محمول على من غلبت عليه هذه الخصال وتهاون بها واستخف بأمرها، فإن من كان كذلك كان فاسد الاعتقاد غالباً [2]، وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله بعدما شرح هذه الخصال: وحاصل الأمر أن النفاق الأصغر كله يرجع إلى اختلاف السريرة والعلانية كما قاله الحسن ... [3].
ومن هذا الباب الإعراض عن الجهاد فإنه من خصال المنافقين [4]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق)) [5]، ومن ذلك ما رواه البخاري في (باب ما يكره من ثناء السلطان، وإذا خرج قال غير ذلك): قال أناس لعبدالله بن عمر: إنا ندخل على سلطاننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، قال: كنا نعدها نفاقاً [6]. [1] ((فتح الباري)) (1/ 90). [2] ((فتح الباري)) (1/ 91). وانظر أقوالاً أخرى حول الحديث في نفس الموضوع في ((شرح صحيح مسلم)) للنووي (2/ 46 - 47)، و ((حاشية مختصر المنذري)) (7/ 53)، و ((شرح السنة)) (1/ 76)، و ((جامع العلوم والحكم)) (ص406))، و ((عارضة الأحوذي)) (10/ 98، 99). [3] ((جامع العلوم والحكم)) (ص406). [4] ((مجموع الفتاوى)) (28/ 436)، و ((شرح صحيح مسلم)) للنووي (13/ 56). [5] رواه مسلم (1910). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [6] رواه البخاري (7178).
اسم الکتاب : الموسوعة العقدية - الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 7 صفحة : 30