responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموسوعة العقدية - الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 7  صفحة : 236
ثانيا: فضل الزبير بن العوام رضي الله عنه
هو أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي [1] يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي وعدد ما بينهما من الآباء سواء [2] وهو حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته، أمه صفية بنت عبد المطلب، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وأحد الستة أصحاب الشورى [3].
قال عروة بن الزبير: أسلم الزبير بن العوام وهو ابن ثمان سنين هاجر وهو ابن ثمان عشرة سنة وكان عم الزبير يعلق الزبير في حصير ويدخن عليه بالنار ويقول: ارجع إلى الكفر فيقول الزبير: لا أكفر أبداً.
وقال أيضاً: (أسلم الزبير وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين معاً ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم) [4].
فهو -رضي الله عنه- من السابقين الأولين إلى الإسلام، وشهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم وفضائله -رضي الله عنه- كثيرة مشهورة ومنها:
1 - ما رواه البخاري بإسناده إلى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إن لكل نبي حوارياً، وإن حواري الزبير بن العوام)) [5]. وعند مسلم بلفظ: ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((لكل نبي حواري وحواري الزبير)) [6].
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((وحواري الزبير)) أي: خاصتي من أصحابي وناصري ومنه الحواريون أصحاب عيسى عليه الصلاة والسلام أي: خلصائه وأنصاره، وأصله من التحوير: التبييض قيل: إنهم كانوا قصّارين يحورون الثياب أي: يبيضونها ... قال الأزهري: الحواريون خلصان الأنبياء وتأويله الذين أخلصوا ونقوا من كل عيب [7].
فالحواري: هو الناصر المخلص، فالحديث اشتمل على هذه المنقبة العظيمة التي تميز بها الزبير -رضي الله عنه- ولذلك سمع عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- رجلا يقول: أنا ابن الحواري فقال: إن كنت من ولد الزبير وإلا فلا [8]. وقال عبد الله بن عباس: هو حواري النبي صلى الله عليه وسلم وسمي الحواريون لبياض ثيابهم [9].
وجاء في ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) للعيني: (فإن قلت: الصحابة كلهم أنصار رسول الله عليه الصلاة والسلام خلصاء فما وجه التخصيص به، قلنا: هذا قاله حين قال يوم الأحزاب: من يأتيني بخبر القوم قال الزبير: أنا، ثم قال: من يأتيني بخبر القوم فقال: أنا وهكذا مرة ثالثة، ولا شك أنه في ذلك الوقت نصر نصرة زائدة على غيره) [10].

[1] ((الطبقات الكبرى)) لابن سعد (3/ 100)، ((الاستيعاب لابن عبد البر على حاشية الإصابة)) (1/ 560)، ((الإصابة)) (1/ 526).
[2] ((فتح الباري)) (7/ 80).
[3] انظر: ((الاستيعاب على حاشية الإصابة)) (1/ 560 - 565)، ((الإصابة)) (1/ 526 - 528).
[4] ((المستدرك للحاكم)) (3/ 360)، وانظر ((طبقات ابن سعد)) (3/ 102).
[5] رواه البخاري (2847).
[6] رواه مسلم (2415). والحديث رواه بلفظه البخاري (7261).
[7] ((النهاية)) لابن الأثير (1/ 457 - 458).
[8] رواه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (3/ 106)، وذكره الحافظ في ((الإصابة)) (1/ 527).
[9] رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم قبل حديث رقم (3512). ووصله ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 659) (3568)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (68/ 59)، بلفظ: إنما سمي الحواريون قال: كانوا صيادين لبياض ثيابهم. وانظر: ((تغليق التعليق)) (4/ 70).
[10] ((عمدة القاري)) (16/ 223)، وانظر ((تحفة الأحوذي بشرح الترمذي)) (10/ 547).
اسم الکتاب : الموسوعة العقدية - الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 7  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست