اسم الکتاب : الموسوعة العقدية - الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 7 صفحة : 188
أولا: المفاضلة بين الخلفاء الراشدين
قد اختلف العلماء في ذلك على مذاهب شتى:
المذهب الأول:
يرى أن أفضل أفراد الصحابة، أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنه.
وهو مذهب أهل السنة، كما ذكر ذلك الإمام النووي حيث قال:
(واتفق أهل السنة على أن أفضلهم أبو بكر ثم عمر، وقال جمهورهم: ثم عثمان، ثم علي) [1].
والإمام القسطلاني، حيث قال في (المواهب):
(إن أفضلهم على الإطلاق عند أهل السنة إجماعاً أبو بكر ثم عمر رضي الله عنهما، إلى أن قال: ثم اختلفوا فيمن بعدهما، فالجمهور على تقديم عثمان) [2].
وابن كثير، حيث قال في (الباعث الحثيث):
(وأفضل الصحابة، بل أفضل الخلق بعد الأنبياء – عليهم السلام -: أبو بكر الصديق ثم من بعده عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب) [3].
وابن الصلاح حيث قال في (مقدمته):
(أفضلهم على الإطلاق: أبو بكر ثم عمر، ثم إن جمهور السلف على تقديم عثمان على علي – رضي الله عنهم أجمعين) [4].
وغيرهم من العلماء [5].
وهو مذهب الإمام الشافعي – رضي الله عنه -، فقد ذكر البيهقي عن الربيع عن الشافعي أنه قال: (أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم) [6].
ومذهب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه حيث قال:
(كنا نقول أبو بكر وعمر وعثمان ونسكت، حتى صح لنا حديث ابن عمر بالتفضيل) [7].
قال ابن بدران الدمشقي في (المدخل): (وأما الحديث الذي أشار إليه الإمام، فإني كشفت عليه في المسند فلم أجده، ولست أدري هل هو فيه فزاغ عنه البصر، أم هو مفقود منه؟ وكذلك فتشت عليه في الكتب الستة فلم أجده، لكنني وجدت أن الحافظ أبا القاسم ابن عساكر الدمشقي رواه في ترجمة أبي بكر الصديق رضي الله عنه من تاريخه الكبير عن ابن عمر قال: كنا نقول ورسول الله حي: أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، فيبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ينكره، وفي لفظ: ثم ندع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -فلا نفاضل بينهم-).
قال ابن بدران:
(وحيث إن الإمام أشار إلى صحة هذا الحديث تركنا الكلام عليه، اكتفاء بتوثيق إمام المحدثين) [8].
وقال الإمام ابن تيمية – رحمه الله – في (منهاج السنة):
(وأما جمهور الناس ففضلوا عثمان، وعليه استقر أمر أهل السنة، وهو مذهب أهل الحديث ومشايخ الزهد والتصوف وأئمة الفقهاء كالشافعي وأصحابه وأحمد وأصحابه وأبي حنيفة وأصحابه وإحدى الروايتين عن مالك وأصحابه، وذكر أن هذا هو مذهب جماهير أهل الكلام، ونقل عن أبي أيوب السختياني قوله: من لم يقدم عثمان على علي فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار قال: وهكذا قال أحمد والدارقطني وغيرهما) [9].
وهو مذهب المتقدمين من المعتزلة: كأبي عثمان عمرو بن عبيد، وأبي إسحاق النظام: إبراهيم بن يسار، وأبي عثمان الجاحظ، وغيرهم، كما ذكر ذلك القاضي عبد الجبار في (شرح الأصول الخمسة) حيث قال: [1] ((النووي على مسلم)) (15/ 148). [2] ((المواهب اللدنية)) (7/ 36، 39). [3] ((الباعث الحثيث)) (ص: 183). [4] ((مقدمة ابن الصلاح)) (ص: 149). [5] انظر: ((المنتقى)) (ص: 531)، ((المختصر في علم رجال الأثر)) (ص: 32)، ((مختصر لوامع الأنوار)) (ص: 521)، ((تقريب النواوي ومعه تدريب الراوي)) (2/ 222 - 223). [6] ((مناقب الشافعي)) (1/ 433). [7] ((المدخل)) (ص: 17). [8] ((المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل)) (ص: 18). [9] انظر: ((منهاج السنة)) (4/ 202).
اسم الکتاب : الموسوعة العقدية - الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 7 صفحة : 188