responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح القواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 2
جرى في هذه الرسالة على تأصيل وتقعيد لفهم الفرق بين التوحيد والشرك، فمعرفة هذه القواعد يتبيَّن بها التوحيد الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه كذلك معرفة الشرك الذي حذّرَ الله منه وبين خطره وضرره في الدنيا والآخرة وأنه لا يغفر لصاحبه إلاّ إذا تاب منه. عدم معرفة هذه القواعد، عدم فهمها قد يقع المسلم في لبس، تخليط بين الحكم على المشركين والموحدين؛ لأنه ثَم اختلاط قد يقع في القديم والحديث قد يظن الظان أن من أتى أو كل من أتى بالشهادتين أنه يحكم له بالإسلام! نقول: هذا ليس كذلك فقد تعظم البلية والفتنة بكون البعض قد يأتي بالشهادتين وقد مصليًا مزكيًا صائمًا متعبدًا لله جل وعلا قائمًا، بل قد يكون من أهل العلم ومع ذلك يُحكم عليه بأنه من أهل الشرك وليس من الموحدين، هذه الأمور قد تلتبس على البعض؛ لذلك عقد المصنف هذه القواعد الأربع ليبين لك أن المشركين الذين بُعث فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا مقرِّين بتوحيد الربوبية كما هو شأن القاعدة الأولى ثم هم معظمون لله جل وعلا ولذلك اتخذوا الوسائط بينهم وبين الله تعالى. قاسوا الرب جل وعلا على المخلوق، الملك في الدنيا لا يُدخل عليه بدون واسطة ولا تؤخذ حوائج الناس إلا إذا توسطوا إليهم بما يعرفونه. قاسوا الخالق على المخلوق فجعلوا الأنبياء والملائكة والصالحين وسائط بينهم وبين الرب جل وعلا حينئذ نقول: لمعرفة هذه القواعد يرتفع معه اللبس الذي قد يقع عند كثير من الناس، وهذا أمر عظيم لذلك التبس على بعض الناس حتى من أهل العلم عندما أهلك بعض الطغاة ممن كان على كفره وردته وأنه بعثيٌ ولكنه لما قال لا إله إلاّ الله التبست الأمور على طلاب العلم فضلاً عن العوام ولو طبقنا هذه القواعد ورجعنا إلى الكتاب والسُنة لعلمنا أن هذه الشهادة لا تنفع ولو صلى، ولو زكى، ولو صام، ولو أمر بإصلاح المساجد، ولو أقام التحافيظ، ولو فعل ما فعل. نقول: هو على كفره، لابد من التصريح. بماذا؟ بما خرج به من الملة لأن لا إله إلاّ الله بإجماع السلف إنما يحكم على قائلها بالإسلام في حق الكافر الأصلي، فرق بين الكافر الأصلي الكافر المرتد، الكافر المرتد لا يحكم له بالرجوع للإسلام إلاّ إذا صرح. لابد أن ينطق بالذي حكمنا عليه بأنه كفر من أجلها، فالذي سب الأنبياء نقول: كفر إن كان مسلمًا ارتد عن الإسلام. حينئذ لو قال: لا إله إلاّ الله ألف مرة، تنفعه أو لا؟ نقول: لا تنفعه وهو مصلي، مزكي، صائم، قد يكون من القوّامين، من الصوّامين، قد يكون من أهل العلم قد قد ..... إلخ. نقول: هذه كلمة لا تنفعه حتى يُصرّح. بماذا؟ بتعظيم الأنبياء، والاعتراف بقدرهم. فإن لم يُصرّح. نحكم عليه بالكفر، وهذا محل إجماع لا خلاف بين أهل العلم. أن ثَم فرقًا بين الكافر الأصلي والكافر المرتد. الكافر المرتد لابد أن يعتقد ما أخرجه من الملة فإذا قال لا إله إلاّ الله نقول لا تنفعه، حينئذ لا نحتج بحديث زيد " أشققت عن قلبه " نقول هذا قاله من؟ الكافر الأصلي. حينئذ لا يلتبس علينا، ولذلك عقد المصنف لأن الفتنة في زمنه عظمت بمثل هؤلاء وخاصةً أهل العلم الذين كانوا يتبنون مسائل الشرك الأكبر والطواف حول القبور وو ... إلخ.

اسم الکتاب : شرح القواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست