responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 23
(إِلَى جَميعِ الْخَلقِ) كافة هذا متعلق بقوله: رسول فعول لأنه مصدر، كافةً قال الله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 28] وقال سبحانه: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158]. وفي الصحيح من حديث الخصائص: «وكان الرسول يبعث في قومه خاصةً وبعثت إلى الناس عامة»، وفيه أيضًا «والذي نفس محمدٍ بيده لا يسمع به أحدٌ من هذه الأمة يهودٌ ولا نصرانيٌ ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار». (بِالنُّورِ) (مَن جَاءَنَا) (رَسُولُهُ إِلَى جَميعِ الْخَلقِ** بِالنُّورِ) المبين والمراد به القرآن، جاء وصفه كذلك في كتاب الله عز وجل بل من أسمائه ذلك، قال الله عز وجل فيه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً} [النساء: 174]. أنزلنا هو القرآن دل ذلك على أن النور المبين المراد به القرآن، وأصرح من ذلك قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52]. الآية. وكذلك قوله: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا} [التغابن: 8]. وغير ذلك من الآيات، (والهُدَى) الإرشاد والدلالة إلى صراط مستقيم، فسَّرَهُ بعضهم بالعلم النافع، إذا جُمِعَ بَيْنَ الهدى ودين الحق فالهدى هو العلم النافع، ودين الحق هو العمل الصالح. (وَدِينِ الْحَقِّ) والدين يقال للطاعة يعني: يطلق على الطاعة والجزاء، واستعير للشريعة وهي الإسلام الذي لا يقبل الله تعالى من أحدٍ غيره. قال الله عز وجل: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ} [التوبة: 33]. أي يعليَه {عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}. وكلٌّ من القرآن والرسول والإسلام يُسمى نورًا وهدًى وصراطًا مستقيمًا، وكل الثلاثة متلازمة فتقول: أرسل الله عز وجل رسوله، وأنزل عليه كتابه بدين الإسلام، وتقول كذلك دين الإسلام هو الذي أرسل الله به رسوله، وأنزل به كتابه، وكلٌّ منها نورٌ مبين وهدًى مستبين وصراط مستقيم. لذلك فُسِّرَ {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} [الفاتحة: 6] بالرسول وفسر بالقرآن وفسر بالإسلام، وكلها معانٍ صحيحة.
صَلَّى عَلَيهِ رَبُّنَا وَمَجَّدَاْ ... وَالآلِ وَالصَّحبِ دَوَامًا سَرْمَدَاْ

اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست