اسم الکتاب : الأحاديث التي أعل الإمام البخاري متونها بالتناقض المؤلف : العطاوي، بسام الجزء : 1 صفحة : 170
وقد أعلّ البخاري رحمه الله تعالي أحاديث كثيرة بهذه العلة، وإن كان أكثرها ضعيفا من جهة الإسناد أيضا:
1 - فقد ذكر البخاري في كتابه «الضعفاء الصغير» [1] في ترجمة حشرج بن نباتة أنه سمع سعيد بن جمهان عن سفينة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر وعثمان: «هؤلاء الخلفاء بعدي»، ثم قال البخاري: وهذا حديث لم يتابع عليه؛ لأن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب قالا: لم يستخلف النبي صلي الله عليه وسلم.
وذكر البخاري هذا أيضا في «تاريخه الكبير» [2]، وفي «تاريخه الأوسط» [3].
فقد أعلّ البخاري الحديث بمناقضته الأحاديث الصحيحة التي تنفي أن يكون النبي صلي الله عليه وسلم نص علي تعيين أحد للخلافة بعده.
فقد روى الشيخان في صحيحيهما [4] عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: قيل لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني: أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني: رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وروى البخاري [5] عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند رسول الله صلي الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه فقال الناس: يا أبا حسن، كيف أصبح رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ فقال: أصبح بحمد الله بارئا. فأخذ بيده عباس بن عبد المطلب فقال له: أنت والله بعد ثلاث عبد العصا [6]، وإني والله لأري رسول الله صلي الله عليه وسلم سوف يتوفي من وجعه هذا؛ إني [1] ص 79 برقم 99. [2] (3/ 117). [3] (1/ 336). [4] صحيح البخاري - كتاب الأحكام - باب الاستخلاف: 602 ح 7218، وصحيح مسلم، كتاب الإمارة - باب الاستخلاف وتركه: 1005 ح 1823. [5] في كتاب المغازي - باب مرض النبي صلي الله عليه وسلم ووفاته: 365 ح 4447. [6] هو كناية عمن يصير تابعا لغيره، والمعني أنه يموت بعد ثلاث، وتصير أنت مأمورًا عليك. وهذا من قوة فراسة العباس رضي الله عنه. فتح الباري (8/ 143).
اسم الکتاب : الأحاديث التي أعل الإمام البخاري متونها بالتناقض المؤلف : العطاوي، بسام الجزء : 1 صفحة : 170