اسم الکتاب : الضعفاء لأبي زرعة الرازي في أجوبته على أسئلة البرذعي - أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية المؤلف : الرازي، أبو زرعة الجزء : 1 صفحة : 60
وأبا حاتم وعدهما من الذين جمعوا بين العراق، والحجاز، والجزيرة، والشام [1] ، ولقد حسدهم على هذه المكانة بعض أهل العلم مما حمل أبا حاتم على أن يرد عليه، وعلى أمثاله، قال ابن أبي حاتم في ترجمة داود بن خلف الأصبهاني إمام أهل الظاهر: "وأما أبي رحمه الله فحمل إليه كتاب له يسميه كتاب البيوع وقصد أهل الحديث وذمهم وعابهم بكثرة طلبهم للحديث ورحلتهم في ذلك فأخرج أبي كتابا في الرد عليه في نحو خمسين ورقة" [2] ولقد عد الحافظ المزي أبا زرعة من الجوالين المكثرين [3] ، وذكر الداوودي بعض المدن التي رحل إليها أبو زرعة وهي (الحرمان، والعراق، والشام، والجزيرة، وخراسان، ومصر) [4] ، وهذه البلاد كان فيها أهم المراكز العلمية. بعد هذه المقدمة نريد التعرف على رحلات أبي زرعة والمدن والبلاد التي دخلها، وكيف كان بعض الأئمة يستقبله ويتهيأ للقائه مع ذكر بعض أخباره في تلك البلاد.
من المعلوم أن المحدث حينما يبتدئ بطلب الحديث وتدوينه يحرص على تحمله وروايته عن علماء بلده، وعمن كان يمرّ عليهم من العلماء ثم يبتدئ بالخروج والتجوال في القرى المحيطة بهم. وهكذا كان أبو زرعة رحمه الله فقد لازم الشيوخ الكبار في مدينة الري وحرص على تدوين حديثهم، وكذلك حرص على ملازمة من يقدم إلى الري من المدن الأخرى فيستقر أو يمر بها، فيقول أبو زرعة عن نفسه: "وكتبت بالري قبل أن أخرج إلى العراق نحو ثلاثين شيخاً منهم عبد الله بن الجراح [5] وعبد العزيز بن المغيرة [6] ، وعبد الصمد بن [1] انظر: المحدث الفاصل ص 30. [2] انظر: الجرح والتعديل ج1 / ق 2/ 411. [3] انظر: تهذيب الكمال ورقة (441- ب-) . [4] انظر: طبقات المفسرين للداوودي ج 1 ص 369. [5] هو (كن ق) عبد الله بن الجراح بن سعد التيمي أبو محمد القهستاني نزيل الري
ت 232 هـ. انظر: الجرح والتعديل ج2/ ق2/ 28، وتهذيب التهذبب ج 5 ص 169، وتاريخ قزوين ورقة (255- ب-) . [6] هو (ق) عبد العزيز بن المغيرة بن أمي، المنقري، أبو عبد الرحمن البصري نزيل الري، انظر: تهذيب التهذيب ج 6 ص 359، والجرح والتعديل ج 2/ ق2/ 397.
اسم الکتاب : الضعفاء لأبي زرعة الرازي في أجوبته على أسئلة البرذعي - أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية المؤلف : الرازي، أبو زرعة الجزء : 1 صفحة : 60