responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حلية الفقهاء المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 118
وقَوْلُ المُهِلِّ: لَبَّيْكَ إن الحمدَ والنِّعْمَةَ لك, فقد يُقال بالفتح، فمَعْناها: لَبَّيْكَ وبأنَّ الحمدَ، ولأنَّ الحمدَ لك. ومن كَسَرَ، فالمعنى الابْتِداء، كأنَّه قال: لَبَّيْكَ وأَتَمَّ الكلامَ، ثم قال: الحمدُ والنِّعْمَةُ لك. وهذا أَجْوَدُ الوَجْهَيْن، لأنه إذا فَتَح، فكأنه يجعلُ التَّلْبِيَةَ له لِعِلَّةِ أنَّ الحمدَ له، وإذا كَسَر، فمَعْناها أنَّ الحمدَ والنِّعْمَةَ لك علَى كلِّ حالٍ.
فإذا دخل مكةَ مِن ثَنِيَّةِ كَداءَ، وهي ثَنِيَّةٌ بمكة، وهو الذي يقولُه حَسَّانُ لأَهْلِ مكةَ:
عَدِمْتُ جِيَادَنا إنْ لَمْ تَرَوْهَا ... تُثِيرُ النَّقْعَ مَوْعِدُهَا كَدَاءُ
فإذا أتَى البيتَ بَدَأَ طَوافَه بالاِسْتِلام، والاِسْتِلامُ مَسُّ الحَجَرِ، وإنَّما سُمِّيَ اسْتِلاَمًا لأن الحَجَرَ يُقال له: السِّلامُ. فهو افْتِعالٌ مِن مَسِّ السِّلامِ.
وأمَّا الاِضْطِبَاعُ للطَّوافِ، فهو أن تُدْخِلَ رِدَاءَكَ مِن تحتِ إبِطِكَ الْأَيْمَنِ، وتَرُدَّ طَرَفَهُ عَلَى يَسارِكَ، وتُبْدِيَ مَنْكِبَكَ الْأيْمَنَ وتُغَطِّي الْأَيْسَرَ، وإنَّما سُمِّيَ اضْطِبَاعًا لإبْدَائِكَ فيه ضَبُعَيْكَ، وهما عَضُدَاكَ.
وأمَّا الرَّمَلُ، فأن يَثِبَ عَلَى رِجْلَيْهِ وَثْبًا، وهو فوق المَشْي ودون العَدْوِ، وهو مِنْ رَمَلِ المَطَرِ، وهو أَخَفُّه.
وأمَّا الطَّوافُ، فَمِنْ طافُوا بفُلانٍ: إذا أحاطُوا به، كذلك الطَّائِفُ يمشي بجَنَباتِ البيتِ كُلِّها، يطُوفُ بها.
وأمَّا الصَّفَا، فالحَجَرُ الصَّلْدُ الْأَمْلَسُ.

اسم الکتاب : حلية الفقهاء المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست