فالحديث الأول لا يدل على الكفر في حين الآخر يدل على الكفر.
ج: لا تعارض بين الحديثين، فحديث: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد [1] » يراد منه: أن من سأل الكاهن معتقدا صدقه وأنه يعلم الغيب فإنه يكفر؛ لأنه خالف القرآن في قوله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (2)
وأما الحديث الآخر: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة [3] » رواه مسلم وليس فيه (فصدقه) .
فبهذا يعلم أن من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة فإن صدقه فقد كفر.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز [1] سنن الترمذي الطهارة (135) ، سنن أبو داود الطب (3904) ، سنن ابن ماجه الطهارة وسننها (639) ، مسند أحمد بن حنبل (2/429) ، سنن الدارمي الطهارة (1136) .
(2) سورة النمل الآية 65 [3] صحيح مسلم السلام (2230) ، مسند أحمد بن حنبل (4/68) .