اسم الکتاب : فتاوى النووي المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 250
أمتي كالمطر
9 - مسألة: "مثل أمتي كالمطر لا يُدرى أولُه خير أم آخره" هل هو صحيح، ومن رواه من الأئمة، وما معناه؟.
الجواب: هو حديث: ضعيف، رواه أبو يعلى الموْصِلي من رواية يوسفَ الصفار، عن ثابت، عن أنس [1]، عن النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، ويوسف ضعيف باتفاق المحدثين، كثيرُ الوهَمْ، منكَر الحديث، ولو صح لكان معناه أن هذا يقع بعد نزول عيسى صلى الله عليه وآله وسلم حين تظهر البركةُ ويكْثُر الخير، ويظهر الدين بحيث يتشكك الرائي، هل هؤلاء أفضل من أوائل الأمة أم الأوائل أفضل؟ وهذا فيما يظهر للرائي؛ وإِلا فأول الأمة أفضل في نفس الأمر، وهو قريب الشبه من قول الشاعر:
فيا ظَبيةَ الْوَعْساءِ بَينَ خَلاخِلٍ [2] ... وبينَ النَّقا [3] ها أَنْتِ أَمْ أُمُّ عَامِرٍ
معناه لتقاربهما تشككت فيهما، وإن كانت الظبية مخالفة لأم عامر فحصل من هذا أن هذا الحديث لو صح لم يكن مخالفًا للأحاديث الصحيحة، كحديث: "خَيْرُكمْ قَرْني ثُمَّ الذينَ يلُونَهُمْ" وحديثِ: "مَا مِنْ عامٍ إِلا والَّذي بَعْدَهُ شَرٌ منْهُ".
= معناه صحيحًا. وقال تلميذه الحافظ جمال الدين المزي: "إن له طرقًا يرتقي بها إلى درجة الحسن". وقد تتبعتها فوقع لي منها نحو خمسين طريقًا" ثم أورد طرق هذا الحديث. فانظرها في رسالة السيوطي إن شئت. [1] قال الحافظ ابن حجر في الفتح 7/ 6: "وأغرب النوويُّ في "فتاويه" فعزاه إلى أبي يعلى من حديث أنس (3462)، بإسناد ضعيف، مع أنه عند الترمذي 4/ 40 بإسناد أقوى منه من حديث أنس، وصححه ابن حبان (2307) من حديث عمار". [2] الوعساء: رابية من رمل لينة، والخَل: الطريق ينفذ في الرمل، وجمعه: خلال. اهـ.
قاموس. [3] والنقا: كثيب الرمل.
اسم الکتاب : فتاوى النووي المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 250