responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتاوي الخليلي على المذهب الشافعي المؤلف : الخليلي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 93
بالقصد بالأدوية، بخلاف ما إذا تخللت بنفسها، ولا يخفى على أديب منصف يريد الحق أنه ليس أحد من أهل تلك البلاد يتوجه بالقصد لإيقاع صلاته للنبي - صلى الله عليه وسلم - وغالب هذه الأماكن المنسوبة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام محل الصلاة فيها خارج عن قبورهم، كما يعلم بالمشاهدة؛ لأن الواضعين لها جعلوا للصلاة محلا، والأنبياء عليهم الصلاة والسلام لهم محال مخصوصة، وإن كان يمكن الصلاة إليها فلا قصد لأحد من الناس على الوجه المذكور، نعم بعضهم يصلي فيها بقصد التبرك بالأنبياء الكرام لا إليهم عليهم الصلاة والسلام، على أن المراد من الحديث احترام الأنبياء الكرام وتعظيمهم بأن تصان أماكنهم عن كثرة دخول الناس لها، وإن فرض وقدر أن رجلا صلى إليهم بالقصد نمنعه من ذلك ونقول له: هذا حرام لا يجوز، فقد ظهر لك أن الحديث دال على القصد، فإن وجد حرمت الصلاة وإلا فلا تحرم، والأخذ بظاهر الحديث خطأ كما علم، والله تعالى أعلم.

ملطب الأدلة التي بينت أوقات الصلاة به الخ

(سئل) عما بين به أوقات الصلوات من الأدلة التي يغلب على الظن صحتها.

(أجاب) أما وقت الظهر فيعرف بالزوال ويعرف ذلك بأن تقف على جهة القبلة ناظرا إلى الشمس، فإن رأيتها على عينك اليسرى فقبل الزوال وإن رأيتها بين عينيك فوقت الاستواء، أو على عينك اليمنى فبعد الزوال وقد دخل وقت الظهر، وبأن تنصب شاخصا على بسيط الأرض ويصير الظل معه مستويا، فما دام الظل في النقصان فقبل الزوال، وإن وقف فوقت الاستواء، وإن أخذ في الزيادة فوقت الزوال، والظل المنكوس قبل الزوال يزيد ظله ثم يذهب وهو ظل ما كان معترضا على سطح الأرض مثل الأوتاد المثبتة في الحيطان، ثم تأخذ الشاخص الذي هو قائم على سطح الأرض فإذا صار ظله مثله غير ظل الاستواء دخل وقت العصر، ويعرف ذلك بالأقدام من الظل، وقد نظمت ذلك في قولي:
وللظهر مع عصر حروف يا أخي
طزه جبا أبدو حى ... وذلك من كانون فابدأ يا +ول
مرتبة فادر المراتب يا صفي ... وزدها في عصر مقدار قامة
بأقدام سبع غير ثلث وذاك لي
وذلك بأن تقف مستقبل القبلة كاشفا رأسك فإذا كنت في كانون الأول مثلا وكان ظل قامتك تسعة أقدام عدد الطاء، فيدخل وقت الظهر، فإذا زدت قدر قامتك وهو سبعة أقدام إلا ثلثا دخل وقت العصر، ولكانون الثاني سبعة أقدام للظهر وخمسة أقدام لشباط، وتزيد قدر قامتك للعصر، وهكذا بقيه الحروف على بقية أشهر الروم، فإن الحروف اثنا عشر، وكذلك الأشهر، والله تعالى أعلم.

اسم الکتاب : فتاوي الخليلي على المذهب الشافعي المؤلف : الخليلي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست