responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (الجزء الأول) المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 3
عما خلقوا له، وعرفت ما هم عليه من دين الجاهلية، وما معهم من الدين النبوي، وعرفت أنهم بنوا دينهم على ألفاظ وأفعال أدركوا عليها أسلافهم، نشأ عليها الصغير، وهرم عليها الكبير؛ ويؤيد ذلك أن الولد إذا بلغ عشر سنين غسلوا له أهله، وعلموه ألفاظ الصلاة، وحيي على ذلك، ومات عليه.
أتظن من كانت هذه حاله هل شم لدين الإسلام الموروث عن الرسول رائحة فما ظنك به إذا وضع في قبره، وأتاه الملكان، وسألاه عمّا عاش عليه من الدّين، بماذا يجيب:"هاه هاه لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته"[1] [2].وما ظنك إذا وقف بين يدي الله -سبحانه- وسأله: ماذا كنتم تعبدون وبماذا أجبتم المرسلين بماذا يجيب رزقنا الله وإياك علما نبويا، وعملا خالصا في الدنيا ويوم نلقاه. آمين.
فانظر يا رجل حالك، وحال أهل هذا الزمان! أخذوا دينهم عن آبائهم، ودانوا بالعرف والعادة، وما جاز عند أهل الزمان والمكان دانوا به، وما لا فلا، فأنت وذاك. وإن كانت نفسك عليك عزيزة، ولا ترضى لها بالهلاك، فالتفت لِمَا تضمنت أركان الإسلام من العلم والعمل، خصوصا الشهادتين من النفي والإثبات، وذلك ثابت من كلام الله وكلام رسوله.
قيل: إن أول آية نزلت قوله -سبحانه- بعد اقرأ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: [1]-[2]] .قف عندها، ثم قف، ثم قف، ترى العجب العجيب، ويتبين لك ما أضاع الناس من أصل الأصول، وكذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً} الآية [النّحل من الآية: 36] ، وكذلك قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية من الآية: 23]

[1] البخاري: العلم (86) , ومسلم: الكسوف (905) , وأحمد (6/345 ,6/354) , ومالك: النداء للصلاة (447) .
[2] قوله: هاه إلخ حكاية لما يجيب به المنافق عن سؤال الملكين، كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
وذلك لاشتمالها على علوم وفنون كثيرة ومتنوعة، يُدْرَكُ مِن خلالها تَوَسُّعُ هؤلاء الأئمة في أنواع العلم الشرعي ووسائله، حيث يوجد بها الفقه، والتفسير، والحديث وعلومه، والأصول، والعقيدة، والتاريخ، والأدب، والنحو والصرف، وغيرها بتوسعٍ واختصارٍ أحيانا.
وذلك يدل على توغل أئمة الدعوة في العلوم المهمة، وشدة حرصهم على التأثر بها.
وَيُدْرَكُ من خلالها اكتظاظُ هذه البلاد بالعلماء، وطلبة العلم والمستفيدين؛ فهم الذين رغبوا في تحرير تلك الأجوبة، وكاتبوا العلماء، وحرصوا على الفوائد، وألحوا في طلب الجواب، ورفعوا إلى علمائهم ما وقعوا فيه من إشكالات، وما حدث عندهم من وقائع هم بحاجة إلى معرفة أحكامها لتورعهم عن العمل بلا علم، أو عن التَّخَرُّص في الجواب بدون برهان.
ولا شك أن ذلك ونحوه مما يدل على حب الخير، وكراهة التخبط في العمل بغير دليل، كما هي حال الكثير من عوام غالب البلاد، الذين لا همة لهم بشؤون دينهم؛ حيث يبقون في ظلمات الجهل والضلال، لا همة لهم إلا شهوات البطن والفرج، أو يتخبطون في العمل بما يوافق ميلهم وأغراضهم، فيعملون بلا علم، ويقولون على الله ما لا يعلمون.
وبالاطلاع على هذه المجموعة الكبيرة من الرسائل والمسائل والنصائح والعظات، يُعْلم أيضا ما لاقاه أهل هذه الدعوة من أهل الضلال من اعتراضات، وتضليل، وتبديع، ونحو ذلك، ولكنهم تصدوا لتلك الترهات، وأبطلوها بالدليل، وأوضحوا أن عقيدتهم ودعوتهم هي دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنهم على مُعْتَقَد سلف الأمة، وأئمة الدين في القول والعمل.
وحيث إن الطبعة الأولى قد نَفِدَتْ، وتقادم عهدُها، فقد رغب بعض أهل الخير في إعادة طبعها ونشرها بين المسلمين، ليعم النفع لأهل هذه
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (الجزء الأول) المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 3
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست