اسم الکتاب : مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (الجزء الرابع، القسم الثاني) المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 710
ومن كلام هذا الإمام عليك بآثار من سلف، وإياك وآراء الرجال، وإن زخرفوه لك بالقول.
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة عن مقاتل بن حيان في قوله -تعالى-: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [1] قال: هو على عرشه وعلمه معهم.
وروى البيهقي بإسناده عن مقاتل بن حيان قال: بلغنا- والله أعلم- في قوله -تعالى-: {هُوَ الأَوَّلُ} [2] قبل كل شيء {وَالآخِرُ} بعد كل شيء {وَالظَّاهِرُ} فوق كل شيء، {وَالْبَاطِنُ} أقرب من كل شيء، وأنه قريب بعلمه، وهو فوق عرشه، وسئل سفيان الثوري عن قوله عز وجل {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [3] قال علمه.
الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل في الرد على الجهمية: حدثني أبي، حدثنا شريح بن النعمان عن عبد الله بن نافع، قال مالك بن أنس: الله في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه" ولهذا افتتح -سبحانه وتعالى- الآية بالعلم، واختتمها بالعلم بقوله: {أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} [4] وقوله: {بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [5] كما قاله الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-، وقال تعالى: {َيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [6] وقال: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [7] وقال: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} [8] وقال فيما أخبر به عن عيسى -عليه السلام-: {عْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [9].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهقال: لا أحد أغير من الله؛ ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها؛ وما بطن، ولا شيء أحب إليه المدح من الله، ولذلك مدح نفسه. رواه البخاري في الصحيح عن حفص بن عمر، وأخرجه مسلم من وجه آخر عن سعد، وعنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما أحد أحب إليه المدح من الله ومن أجل ذلك مدح نفسه، وما أحد أغير من الله، ومن أجل ذلك حرم الفواحش" [10].
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لما قضى الله الخلق كتب في كتاب كتبه على نفسه، وهو مرفوع فوق العرش أن رحمتي تغلب غضبي" [11] رواه مسلم [1] سورة المجادلة آية: 7. [2] سورة الحديد آية: 3. [3] سورة الحديد آية: 4. [4] سورة البقرة آية: 77. [5] سورة البقرة آية: 29. [6] سورة آل عمران آية: 28. [7] سورة الأنعام آية: 54. [8] سورة طه آية: 41. [9] سورة المائدة آية: 116. [10] البخاري: تفسير القرآن "4634" , ومسلم: التوبة "2760" , والترمذي: الدعوات "3530" , وأحمد "1/381 ,1/425 ,1/436" , والدارمي: النكاح "2225". [11] البخاري: بدء الخلق "3194" , ومسلم: التوبة "2751" , والترمذي: الدعوات "3543" , وابن ماجه: المقدمة "189" والزهد "4295" , وأحمد "2/358".
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (الجزء الرابع، القسم الثاني) المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 710