اسم الکتاب : مسائل أجاب عنها الحافظ ابن حجر العسقلاني المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 20
فأجاب بما نصّه: لا أعلم أحدًا من العلماء قال بجواز إهانة الخبز، كإلقائه تحت الأرجل، وطرح ما تناثر منه في المزبلة مثلاً أو نحو ذلك، ولا نصّ أحد من العلماء على المبالغة في إكرامه، كتقبيله مثلاً، بل نصّ أحمد رضي الله عنه على كراهة تقبيله [1]، ومع عدم القائل بجواز الإهانة فيضاف إلى من أهانه استلزام ارتكاب عموم النهي عن إضاعة المال، فيمنع من طرحه تحت الأرجل، لأنّ الغير قد يتقذّر بعد ذلك، فيمتنع من أكله، مع الاحتياج إليه.
وأمّا الأحاديث الواردة في ذلك فمنها حديث: "أَكْرِمُوا الخُبْزَ، فَإِنَّ اللهَ أَكْرَمَهُ، فَمَنْ أَكْرَمَ الخُبْزَ أَكْرَمَهُ اللهُ " أخرجه الطبراني [2] من حديث
أبي سكينة، وسنده ضعيف، وفي لفظ: "فَإِنَّ اللهَ أَنْزَلَ لَهُ مِنْ بَركَاتِ السَّمَاءِ، وسخَّرَ لَهُ مِنْ بَرَكَاتِ الأَرْضِ" أخرجه البزار والطبراني وابن نافع [3] من حديث عبد الله بن أمّ حرام، وسنده ضعيف جدًّا. [1] انظر "منار السبيل" (2/ 188) "الإنصاف" للمارداوي (8/ 334). [2] أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 335)، وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 34) بعدما عزاه إليه: وفيه خلف بن يحيى، قاضي الريّ، وهو ضعيف، وأبو سكينة، قال ابن المديني: لا نعلم له صحبة. كذا قال في خلف، وهو من تساهله، فقد قال فيه أبو حاتم: متروك الحديث، كان كذّاباً، لا يشتغل به، ولا بحديثه. ومن هنا تعلم أنّ قول المصنّف: سنده ضعيف، قصور، لا سيما وقد أقرّ أبا حاتم على كلامه في موضع آخر. انظر الجرح والتعديل (3/ 372) ميزان الاعتدال (5/ 454) لسان الميزان (2/ 405) [3] أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (15) وكذا البزار (2877 - كشف الأستار) وابن حبان في المجروحين (2/ 134) والعقيلي في الضعفاء (3/ 27)، وقال الحافظ الهيثمي في المجمع (5/ 34): رواه البزار والطبراني، وفيه عبد الله ابن عبد الرحمن الشامي، ولم أعرفه، وصوابه: عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي، وهو ضعيف. كذا قال، وعبد الملك هذا، قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حفص الفلاس: كذّاب، ولهذا أورده غير واحد في الموضوعات. انظر الموضوعات لابن الجوزي (2/ 193 - 194) تنزيه الشريعة (رقم: 6) اللآلئ المصنوعة (2/ 181) الفوائد المجموعة (رقم: 26 و153) السلسلة الضعيفة (6/ 420).
اسم الکتاب : مسائل أجاب عنها الحافظ ابن حجر العسقلاني المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 20