responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 741
الحكمة من خلق الحيوان والنبات قبل الإنسان
ƒـ[لقد خلق الله الحيوانات والنبات والجماد منذ ملايين السنين قبل خلق الإنسان لماذا خلقت وما هو دورها في ذلك الزمن؟ وشكراً.]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن الله عز وجل لم يخلق هذا الكون عبثاً، وإنما خلقه لحكمة أرادها سبحانه وتعالى، وفي صحيح مسلم أن الحيوان والنبات وغيرها خلقت قبل آدم عليه السلام، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 20193.

وخلق هذه الأشياء المذكورة وغيرها قبل خلق الإنسان لا شك أن له حكما جليلة.. علمها من علمها وجهلها من جهلها، ولعل من هذه الحكم أن الله عز وجل لما خلق الإنسان لعبادته وحده لا شريك له وكرمه على سائر مخلوقاته وجعل الكون كله في خدمته، كما قال الله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً {الإسراء:70} ، هيأ له الأرض وقدر فيها أقواتها وبث فيها الدواب.... ليكون ذلك كله في خدمة الإنسان المكرم حتى يؤدي الوظيفة التي من أجلها خلق وهي عبادة الله تعالى، وشأن الكريم أن يهيئ الإكرام لمن يريد إكرامه قبل قدومه، والله سبحانة وتعالى الذي كرم الإنسان هو أكرم الأكرمين.

يقول في محكم كتابه: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً {البقرة:29} ، قال أهل التفسير: خلقه للانتفاع والاعتبار والاختبار.. ويقول تعالى: وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ {الجاثية:13} ، ويقول تعالى: وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ {الرحمن:10} ، فتهيئة الأرض للسكنى وخلق هذه الأشياء قبل خلق الإنسان هي من باب التكريم الذي خص الله تعالى به الإنسان، ينضاف إلى هذا أن هذه الأشياء كلها تسبح بحمد الله تعالى فهي في نفسها عابدة لله، قال الله تعالى: وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا {الإسراء:44} .

والله أعلم.
‰19 ربيع الثاني 1427

اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 741
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست