responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 386
لا تغني إحدى الشهادتين عن الأخرى
ƒـ[بسم الله الحمن الرحيم
السلام عليكم أستاذنا الفاضل
لماذا يجب على المسلم أن يشرك اسم النبي محمد (اللهم صل عليه) مع اسم الله عزّ وجل في الشهادة
له مع أن الله رب العالمين ذكر لنا في سورة المنافقون آية (1) أن المنافقين هم الذين يشهدون إنه لرسول الله والله يعلم إنهم لكاذبون.
مع جزيل الشكر. ...
السلام عليكم.]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن النطق بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الاعتقاد الجازم بمقتضاهما، والعمل بذلك هو الذي يدخل الشخص به في مسمى الإسلام، ويستحق أحكامه، ولا تغني إحدى الشهادتين عن الأخرى، بل لابد منهما معاً.
فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه جبريل في صورة رجل وسأله عن الإسلام قال له: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً" متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله" رواه البخاري.
ويقول تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) [النور:62] .
فالشهادة برسالة النبي صلى الله عليه وسلم والإيمان به، واتباعه، وطاعته، وتصديقه ... كل هذا شرط في صحة إسلام الشخص، لا تغني عنه الشهادة بالله عز وجل، وإنما لابد من الشهادتين معا، فالله سبحانه جعلهما متلازمتين.
أما ما ذكره السائل من أن المنافقين هم الذين يشهدون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليس هذا هو معنى الآية التي استدل بها، وإنما معناها أنهم يقولون هذه الشهادة نطقاً بألسنتهم، ولا يعتقدون ذلك في قلوبهم، فهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، وهذا هو حال المنافقين، كما قال تعالى: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) [البقرة:14] .
وقال تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) [المنافقون:1] .
فالمنافقون يشهدون بهذه الشهادة كذباً بألسنتهم فقط، وليست شهادة حقيقية نابعة من قلوبهم، ولهذا قال تعالى: (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) [المنافقون:1] .
فالمنافق هو من يعلن الإسلام بالنطق بالشهادتين، ويضمر الكفر، لأنه لا يعتقد ما يقول، وهذا هو معنى الآية.

والله أعلم.
‰14 ذو القعدة 1422

اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 386
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست