responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 302
الحكمة من عدم رؤية الناس لربهم في الدنيا
ƒـ[لماذا لا يظهر الله نفسه للبشر فيؤمنوا بالله وحده لا شريك له؟]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أقام الله هذه الدنيا للابتلاء والاختبار، فقال: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {الملك:2} ، وقضى سبحانه وقدر أنه لن يراه أحد في الدنيا لأنه لو حصل ذلك لآمن كل الناس وانتفت الحكمة التي من أجلها أوجد الله الناس في هذه الحياة، وبين الله تعالى أن هذه الرؤية لا تحصل في الدنيا ولكنها تحصل للمؤمنين في الآخرة، ولذلك لما طلب موسى من ربه أن يريه نفسه قال الله له: قَالَ لَن تَرَانِي {الأعراف:143} ، أي في الدنيا.

وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت. والسبب هو الابتلاء والامتحان في هذه الدنيا، ليؤمن بعض الخلق بالغيب ويكفر البعض الآخر، ومع أن الله عز وجل قد كلفنا الإيمان بالغيب ومنه الإيمان بوجوده سبحانه؛ إلا أنه أقام البراهين والأدلة الدالة على وجوده سبحانه، فالكون كله يشهد بوجود خالق عليم حكيم قدير، وأما في الآخرة فلما انتهت هذه الحكمة تكرم الله تعالى بمنح المؤمنين رؤيته ومنع الكافرين، فقال عن المؤمنين: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {القيامة:22-23} ، وقال عن الكافرين: كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُون َ {المطففين:15} .

والله أعلم.
‰07 جمادي الأولى 1428

اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست