responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 280
لا تعارض بين قوة المؤمن وبين تذلله وخضوعه لله
ƒـ[دار حوار بيني وصديق أخبرته بضرورة أن يلتزم الإنسان بالخشوع والتذلل إلى الله في الصلاة فلم يوافق وأخبرنى أن الله يحب المؤمن القوي - أجبته بضرورة التذلل لله الخالق المتعالي مالك الملك فلم يوافق على االرأي؟ أرجو الإفادة]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله عز وجل يحب المؤمن القوي بلا شك، ويحب من عبده الخضوع والتذلل أيضاً، وكلا الأمرين حق ولا تعارض بينهما، بل إن مقتضى كونه مؤمناً قوياً أنه أكثر تذللا وخضوعاً لله تعالى، قال النووي في شرحه على مسلم: والمراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة. انتهى.

ويكفي هنا أن نذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً وأسوة، فقد وصفه الله تعالى في القرآن الكريم بالعبودية في مواضع من أشرف المقامات، ففي مقام الإسراء قال تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ليلاً (الاسراء: من الآية1) ، وفي مقام الوحي قال: فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (لنجم:10) ، وفي مقام الدعاء قال تعالى: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (الجن:19) ، وفي مقام التحدي قال تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ (البقرة: من الآية23) ، والعبودية هي كمال الذل والخضوع مع كمال المحبة والتعظيم، فهي مبنية على هذين الأمرين، ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكمل الناس وأقواهم إيماناً، وهذا الأمر لا يجادل فيه إلا أحد رجلين، إما جاهل، وإما مكابر، وقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين، وذكر من صفاتهم قوله سبحانه.. قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ (المؤمنون:2) ، وروى أبو داود والنسائي عن مطرف عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأكزيز المرجل. وتراجع لمزيد من الفائدة الفتاوى: 23481 / 24093 / 25324 / 2649.

والله أعلم.
‰09 محرم 1425

اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 280
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست