responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 227
ما يراه بعض الناس من مباركة مريم لهم تلبيس شيطاني
ƒـ[بسم الله الرحمن الرحيم
أسمع على لسان بعض النصارى وأيضا المسلمين أنهم يرون السيدة مريم العذراء بصورتها على شكل نور تظهر لهم تباركهم وتشفي مرضاهم وتعطيهم الخير الكثير فما هو التفسير لهذا؟
جزاكم الله خيراً.]ـ
^الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فهذه الرؤيا سواء كانت في اليقظة أو في المنام، فإنها نوع من التلبيس الشيطاني، فإن من مات لا يمكن أن يرجع إلى الدنيا مرة أخرى، لقول الله تعالى: (قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون:100] . هذا على فرض أن ذلك يحدث يقظة.
وعلى فرض أن ذلك يحدث مناماً، فإنه تلبيس شيطاني أيضاً، لأن الذي لا يتمثل الشيطان به هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في صحيح مسلم ومسند أحمد عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من رآني في المنام فقد رآني، إنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي" وهو في صحيح البخاري بألفاظ أخرى.
والدليل على كون هذه الرؤيا من الشيطان هو كون ما زعم أنه مريم يباركهم ويشفي مرضاهم، لأن البركة والشفاء من معاني الربوبية التي اختص بها المولى عز وجل، فهو المبارك وهو الذي يبارك، قال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) [الملك:1] .
وقال عن عيسى عليه السلام: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ) [مريم:31] .
والله هو الذي يشفي، كما قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء:80] .
فلا تفسير لهذا لو وقع إلا أنه من تلبيس الشيطان ليفسد على الناس عقيدتهم، ويوقعهم في الشرك بالله عز وجل.
والله أعلم.
‰29 ربيع الثاني 1423

اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست