responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1745
الأدلة على ذكر أهل البرزخ لمعارفهم من أهل الدنيا
ƒـ[هل الميت يتذكر أهله وأقاربه في الدنيا؟]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن أرواح الموتى تتذاكر الأحياء وتذكرهمهم أحياناً، سواء كانوا من أقاربهم أم من غير أقاربهم، وقد دل على ذلك من السنة ما رواه الحاكم والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في جزء من حديث طويل فيه بيان قبض روح المؤمن: " ... فيأتون به أرواح المؤمنين - يعني الذين ماتوا قبله - فلهُم أشدُّ فرحاً به من أحدكم بغائبه يقدم عليه، فيسألونه: ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقولون: دعوه، فإنه كان في غمِّ الدنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟ قالوا: ذُهب به إلى أمه الهاوية....الحديث" وصححه الألباني.
ففي هذا الحديث أنهم يذكرون من يعرفون، بدليل سؤالهم عنهم بالاسم، ويذكرون همَّ أهل الدنيا ونصبهم، بدليل قولهم: "دعوه، فإنه كان في غمِّ الدنيا".
وما رواه أبو داود والحاكم وأحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما أصيب إخوانكم بأحد، جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب، معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم، قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنّا أحياء في الجنة نرزق، لئلا يزهدوا في الجهاد، وينكلوا عن الحرب؟ فقال الله تعالى: أنا أبلِّغهم عنكم" وصححه الألباني.
فهذا يدل على أنهم يذكرون إخوانهم من المؤمنين ويحبون لهم الخير، ويتمنون إخبارهم بما هم فيه من النعيم ليتركوا ما هم فيه من الغفلة، ويجتهدوا في العمل.
هذا بالنسبة لأرواح المؤمنين، أما أرواح غير المؤمنين فهي كما قال ابن القيم في كتاب الروح: في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي. ا. هـ.
وهذا لا يعني أن الأموات يعرفون كل شيء عن الأحياء، لأنه لا قدرة لهم على ذلك، إلا إذا شاء الله عز وجل، كما سبق في الحديث أنهم يعرفون أخبار الأحياء عن طريق سؤال روح الميت الذي مات بعدهم، وسؤالهم يدل على عدم علمهم بما يقع.
والله أعلم.
‰29 ذو الحجة 1422

اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1745
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست