responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1328
وجه تحذير الأنبياء من الدجال مع كونه ليس في زمانهم
ƒـ[هو كان كل نبي أو رسول يحذر قومه من المسيح الدجال0 مع العلم أنه سيخرج في

آخر الزمان 0 فلماذا كانو يحذرون أقوامهم إذا كان المسيح ليس في زمانهم?]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن في خروج الدجال فتنة عظيمة حتى أنه لا يأتي قبل قيام الساعة فتنة أعظم منها فعن هشام بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما بين خلق آدم عليه السلام إلى قيام الساعة أكبر من خلق الدجال أي أكبر فتنة وأعظم شوكة من الدجال.

ولهذا كان الرسل صلوات الله عليهم يحذرون أتباعهم من فتنته، ففي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الأعور الكذاب إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور مكتوب بين عينيه كافر.

ولم يرد أن هؤلاء الأنبياء قرنوا ذلك التحذير بإخبار أقوامهم أن ظهور الدجال يكون في زمانهم حتى يرد هذا الأشكال، بل قال العلماء إنهم لم يكونوا يعلمون وقت ظهوره ولم يحذروهم إلا من فتنته وذكر بعض صفاته التي أوحي لهم بها.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح:

وقد استشكل إنذار نوح قومه بالدجال مع أن الأحاديث قد ثبتت أنه يخرج بعد أمور ذكرت وأن عيسى يقتله بعد أن ينزل من السماء فيحكم بالشريعة المحمدية.

والجواب أنه كان وقت خروجه أخفي على نوح ومن بعده فكأنهم أنذروا به ولم يذكر لهم وقت خروجه فحذروا قومه من فتنته ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في بعض طرقه إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه فإنه محمول على أن ذلك كان قبل أن يتبين له وقت خروجه وعلاماته فكان يجوز أن يخرج في حياته صلى الله عليه وسلم ثم بين له بعد ذلك حاله ووقت خروجه فأخبر به فبذلك تجتمع الأخبار.

وقال ابن العربي إنذار الأنبياء قومهم بأمر الدجال تحذير من الفتن وطمأنينة لها حتى لا يزعزعها عن حسن الاعتقاد وكذلك تقريب النبي صلى الله عليه وسلم له زيادة في التحذير وأشار مع ذلك إلى أنهم إذا كانوا على الإيمان ثابتين دفعو الشبه باليقين. انتهى

والله أعلم.
‰13 ربيع الثاني 1429

اسم الکتاب : فتاوى الشبكة الإسلامية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 1328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست