responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موقع الإسلام سؤال وجواب المؤلف : المنجد، محمد صالح    الجزء : 1  صفحة : 431
من علامات الساعة الكبرى: طلوع الشمس من مغربها
ƒـ[كيف يمكن فهم الحديث " أن من علامات القيامة الكبرى ظهور الشمس من المغرب "؟]ـ
^الحمد لله
الشمس آية من آيات الله تعالى، جعل لها مدارا تجري فيه، ونظاما لا تخرج عنه، فهي تطلع من جهة المشرق كل يوم، فإذا أذن الله تعالى بنهاية العالم، وقيام الساعة أمرها أن تطلع من جهة المغرب، وحينئذ يؤمن الناس ويوقنون بأمر القيامة، لكن لا ينفعهم الإيمان في تلك اللحظة إلا من كان آمن من قبل.
قال الله تعالى: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً) الأنعام/158.
روى البخاري (4635) ومسلم (157) عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا، فَذَاكَ حِينَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) .
وقال تعالى في بيان سير الشمس وانضباطها بأمر الله: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) يّس/38.
وجاء في السنة تفسير ذلك، فروى البخاري (3199) أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لِأَبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتْ الشَّمْسُ: أَتَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟ فقال: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: (فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنَ، فَيُؤْذَنُ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ لَهَا ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) .
قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة: " ونؤمن بأشراط الساعة، من خروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء، ونؤمن بطلوع الشمس من مغربها " انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " وهكذا تسير الشمس والقمر في فلكيهما في انتظام باهر وسير محكم، كل يجري إلى أجل مسمى، إلى أن يأذن الله بخراب هذا العالم، فتخرج الشمس من مغربها كما في صحيح البخاري عن أبي ذر، ثم ذكر الحديث المتقدِّم.
وفي هذا الحديث دليل ظاهر على أن الشمس تسير بنفسها، كما يدل على ذلك قوله تعالى: (والشمس تجري لمستقر لها) وقوله: (كل يجري إلى أجل مسمى) وقوله: (وكل في فلك يسبحون) فهذه الأدلة تكذب ما يقال من أن الشمس ثابتة لا تدور، وتدل على أنه قول باطل يجب رده وتكذيبه " انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين" (6/195) .
والحاصل أن من علامات قيام الساعة: أن تطلع الشمس من جهة المغرب، بدلا من طلوعها من جهة المشرق، فإذا حدث ذلك دل على قرب قيام الساعة جدا، وحينئذ لا ينفع الكافر إيمانه.
والله أعلم.
‰الإسلام سؤال وجواب

اسم الکتاب : موقع الإسلام سؤال وجواب المؤلف : المنجد، محمد صالح    الجزء : 1  صفحة : 431
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست