اسم الکتاب : إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية المؤلف : التويجري، حمود بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 94
فوق السموات، وكل ما علا فهو سماء، فالعرش أعلى السموات، وليس إذا قال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16]؛ يعني: جميعَ السموات، وإنَّما أراد العرش الذي هو أعلى السموات إلى أن قال: ورأينا المسلمين جميعًا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء؛ لأنَّ الله - عزَّ وجلَّ - مستوٍ على العرش الذي هو فوق السموات، فلولا أن الله - عزَّ وجلَّ - على العرش، لم يرفعوا أيديهم نحو العرش؛ انتهى.
قول أبي بكر محمد بن الحسين الآجري
قد ذكرتُ كلامَه في ذلك مع أقوال الذين نقلوا الإجماعَ على أنَّ الله - تعالى - فوق العرش، وعلمه مُحيط بكل شيء من خلقه، وقد ذكر أن هذا قول المسلمين.
وقال في كتاب "الشريعة": قال - جل ذكره -: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح دُعاءه يقول: ((سبحان ربي الأعلى الوهاب))، وكان جماعة من الصحابة إذا قرؤوا {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1]، قالوا: سبحان ربِّنا الأعلى، منهم عليُّ بن أبي طالب، وابن عباس، وابن مسعود، وابن عمر - رضي الله عنهم - وقد علَّم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمَّته أن يقولوا في السجود:
اسم الکتاب : إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية المؤلف : التويجري، حمود بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 94