اسم الکتاب : إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية المؤلف : التويجري، حمود بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 124
قلت: قوله: بلا حد ولا صفة، معناه: أنه لا يحد استواء الربِّ على العرش، ولا توصف كيفيته، كما قال ربيعة بن أبي عبدالرحمن، ومالك بن أنس: الاستواء معلوم، والكيف غير معقول؛ قال شيخ الإسلام: وأيضًا فإنه افتتح الآية بالعلم وختمها بالعلم، فكان السِّياق يدل على أنَّه أراد أنه عالم بهم، ثم ذكر أن لفظ المعيَّة في اللغة، وإن اقتضى المجامعة والمصاحبة والمقارنة، فهو إذا كان مع العباد لم ينافِ ذلك علوه على عرشه، ويكون حكم معيته في كل موطن بحسبه، فمع الخلق كُلِّهم بالعلم والقدرة والسلطان، ويخص بعضهم بالإعانة والنصر والتأييد؛ انتهى.
قول الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
قد صنف الذهبي - رحمه الله تعالى - في إثبات علو الله على عرشه كتابه المسمى بـ "العلو للعلي الغفار"، وساق فيه أدلَّة العلو من الكتاب والسنة، وأقوال الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من أكابر العلماء إلى قريب من زمانه، ومنهم مَن حكى الإجماعَ على أن الله - تعالى - فوق عرشه ومع الخلق بعلمه، وقال في أثناء الكتاب: ويَدُلُّ على أن الباري - تبارك وتعالى - عالٍ على الأشياء فوق عرشه المجيد، غير حالٍّ في الأمكنة: قولُه - تعالى -: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ
اسم الکتاب : إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية المؤلف : التويجري، حمود بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 124